[باب أمور مستحبة وأمور مكروهة في الصلاة سوى ما تقدم]
[الدرس التاسع والعشرون]
٢٨١ - عَن عقبَة بن عَامر قَالَ: كَانَت علينا رِعَايَة الْإِبِل فَجَاءَت نوبتي فروحتها بعشي، فأدركت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَائِما يحدث النَّاس فأدركت من قَوْله:" مَا من مُسلم يتَوَضَّأ فَيحسن وضوءه ثمَّ يقوم فَيصَلي رَكْعَتَيْنِ مُقبلا عَلَيْهِمَا بِقَلْبِه وَوَجهه إِلَّا وَجَبت لَهُ الْجنَّة " رَوَاهُ مُسلم، وَقصر من عزاهُ إِلَى أبي دَاوُد وَحده.
هذا الحديث عن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه الذي أخبر أنه كانت عليهم رعاية الإبل وكانوا يتناوبون على رعاية الإبل بمعنى أن شخص يكون له خمس وشخص أربع وشخص ثلاث ثم يجمعونها ويقوم يرعاها بعضهم يوم وبعضهم يوم آخر فيوفقون بين أن يسرحوا ببهائمهم بأن يقوم بها أحدهم والباقون عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسمعون حديثه فكان النوبة التي كانت عليه وكان جاء مبكرا من السرح بالإبل فجاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو قائم يحدث أصحابه فكان مما قاله -صلى الله عليه وسلم-: أن المسلم إذا أسبغ الوضوء ثم صلى ركعتين مقبلا فيهما بقلبه ووجهه إلا وجبت له الجنة، فهذا الحديث من الأمور المستحبة لأن فيه ذكر صلاة ركعتين بعد الوضوء وأن هذا ثوابهما عند الله عز وجل وأنه تكون له الجنة وهذا العمل الذي عمله الصحابة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الحرص على حضور مجالسه -صلى الله عليه وسلم- يفعلون ذلك ليوفقوا بين مصالحهم الدنيوية والأخروية وقد ثبت في الصحيح أن عمر رضي الله عنه كان له جار من الأنصار في بستانه وأنه كان يتناوب هو وإياه فهذا يذهب يوم وهذا يأتي يوم والذي يذهب يأتي بخبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- ويأتي بما تلقاه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيجمعون بين مصالحهم الدنيوية والأخروية عمر رضي الله عنه يبقى في بستانه ويذهب صاحبه في يوم ويأتي ويحدثه بما سمعه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم يبقى الأنصاري في يوم آخر ويذهب عمر رضي الله عنه ويحدثه بما سمعه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.