لما فرغ الحافظ ابن عبدالهادي رحمه الله من كتاب الطهارة أتى بعده بكتاب الصلاة، وكتب الفقه وكتب الحديث هي مرتبة على العبادات ثم المعاملات والعبادات هي أركان الإسلام الخمسة التي هي الشهادتين ثم الصلاة ثم الزكاة ثم الصيام ثم الحج هذه أركان الإسلام ويؤتى بها في أول الكتب وإذا فرغ منها أتي بالمعاملات، والمؤلف رحمه الله ذكر كتاب الصلاة بعدما فرغ من كتاب الطهارة وذلك أن الصلاة لا تصح إلا بالطهارة ولابد من الطهارة فيها لابد من الوضوء إذا كان الماء موجودا وإلا انتقل إلى التيمم فلابد من التطهر للصلاة إما بالوضوء أو بالتيمم فلما كان هذا شرط من شروطها والشرط لابد أن يكون موجودا عند الإتيان بالصلاة قدمت الطهارة لأنها لا تصح الصلاة إلا بطهارة.