ثم ذكر هذا الحديث أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال لابن عمر رضي الله عنهما:«لا تبل قائما» وهذا الحديث فيه علة وهي أن ابن جريج مدلس وقد روى بالعنعنة ويكون فيه راو بينه وبين نافع وهو ابن المخارق فهذا فيه تدليس لأنه أسقط واسطة بينه وبين نافع وهذا الحديث ضعيف ولهذا ابن عمر رضي الله عنهما الذي روى هذا الحديث ثبت عنه أنه بال قائما وابن عمر رضي الله عنهما من أتبع الناس للسنة ومن أحرص الناس على اتباع السنة فلو كان صح أو ثبت عنده شيء ما كان يخالفه ما كان يبول قائما لكن لما بال قائما دل على أن ذلك الحديث الذي جاء عنه أنه لم يثبت عنده ولو كان ثابتا لما عدل عنه ولكنه لما عدل عنه وبال قائما وهو من أتبع الناس للأثر ومن أحرص الناس على اتباع السنة دل على أنه لم يثبت الحديث وأن ابن عمر رضي الله عنهما حصل منه ذلك الفعل وقد جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه فعل ذلك للحاجة كما سيأتي.