١٢٣ - وَعَن أبي إِسْحَاق السبيعِي عَن الْأسود عَن عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا قَالَت:" كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ينَام وَهُوَ جنب من غير أَن يمس مَاء " رَوَاهُ أَحْمد، وَأَبُو دَاوُد، وَابْن مَاجَه، وَالنَّسَائِيّ، وَالتِّرْمِذِيّ، (وَقَالَ: (يرَوْنَ أَن هَذَا غلط من أبي إِسْحَاق). وَقَالَ يزِيد بن هَارُون:(هَذَا الحَدِيث وهم). وَقَالَ أَحْمد:(لَيْسَ صَحِيحا)، وَصَححهُ الْبَيْهَقِيّ وَغَيره. وَقَالَ بعض الحذاق من الْمُتَأَخِّرين (أجمع من تقدم من الْمُحدثين وَمن تَأَخّر مِنْهُم أَن هَذَا الحَدِيث غلط مُنْذُ زمَان أبي إِسْحَاق إِلَى الْيَوْم، وَعَلَى ذَلِك تلقوهُ مِنْهُ وَحَمَلُوهُ عَنهُ وَهُوَ أول حَدِيث أَو ثَان مِمَّا ذكره مُسلم فِي كتاب التَّمْيِيز لَهُ مِمَّا حمل من الحَدِيث عَلَى الْخَطَأ)) وَرَوَى أَحْمد من حَدِيث شريك عَن مُحَمَّد عَن عبد الرَّحْمَن عَن كريب عَن عَائِشَة قَالَت: " كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يجنب ثمَّ ينَام ثمَّ ينتبه ثمَّ ينَام وَلَا يمس مَاء ". (وَإِسْنَاده غير قوي)
ثم ذكر هذا الحديث عن عائشة رضي الله عنها أن النبي -صلى الله عليه وسلم-: كان ينام وهو جنب دون أن يمس ماء، يعني أنه حتى الوضوء ما توضأ لأن الأحاديث التي مرت فيها أنه يتوضأ قبل أن ينام وفي هذا الحديث أنه ما كان يتوضأ وإنما ينام قبل أن يمس ماء يعني لا وضوء ولا اغتسال وهذا الحديث تكلم فيه كثيرون من جهة أبي إسحاق السبيعي ولكن أبا إسحاق السبيعي هو ثقة أخرج له أصحاب الكتب وكلامهم فيه إنما هو من حيث التدليس والمدلس إذا صرح بالسماع فإنه يقبل ما يأتي عن طريقه وقد صرح بالسماع يعني في بعض روايات هذا الحديث فيدل على أن هذا الحديث ثابت ويدل على أن الإنسان يجوز له أن ينام دون أن يتوضأ ولكنه إن توضأ يكون أحسن،
وأحسن من ذلك أن يغتسل وعلى هذا فيها درجات ثلاثة: الاغتسال ثم الوضوء ثم كونه ينام على غير وضوء فإذًا يسوغ له أن ينام على غير وضوء كما جاء في هذا الحديث وأولى من ذلك أن يتوضأ قبل أن ينام وأولى من ذلك أيضا أن يغتسل قبل أن ينام، وهذا الحديث ذكره الشيخ الألباني في صحيح سنن أبي داود وذكر جماعة من العلماء يعني صححوه.