للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٣٨ - وَعَن بكير بن عبد الله بن الْأَشَج عَن سُلَيْمَان بن يسَار عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ: " مَا صليت وَرَاء أحد أشبه صَلَاة برَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من فلَان. قَالَ سُلَيْمَان: كَانَ يُطِيل الرَّكْعَتَيْنِ الْأَوليين من الظّهْر ويخفف الْأُخْرَيَيْنِ ويخفف الْعَصْر وَيقْرَأ فِي الْمغرب بقصار الْمفصل وَيقْرَأ فِي الْعشَاء بوسط الْمفصل وَيقْرَأ فِي الصُّبْح بطول الْمفصل " رَوَاهُ ابْن مَاجَه وَالنَّسَائِيّ (وَهَذَا لَفظه، وَهُوَ أتم، وَإِسْنَاده صَحِيح).

ذكر هذا الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه المتعلق بقراءة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنه كان يطيل في الأوليين ويخفف الركعتين وكذلك بالنسبة للعصر كان يخفف على النصف من ذلك وهو مثل ما تقدم في الذي جاء أنهم كانوا يحزرون صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الظهر والعصر وأن العصر على النصف من الظهر فهذا حديث أبي هريرة رضي الله عنه مماثل للحديث السابق الذي مر أن الصحابة كانوا يحزرون قراءته -صلى الله عليه وسلم- في الظهر والعصر في المقدار الذي ورد في الحديث، وفلان هذا رجل مبهم جاء غير معين وقد ذكر أنه عمر بن عبدالعزيز رحمه الله لكن هذا الذي يبدوا أنه ليس عمر بن عبدالعزيز لأنه إنما ولد بعد وفاة أبي هريرة رضي الله عنه لأن أبا هريرة رضي الله عنه توفي قبل الستين وعمر بن عبدالعزيز ولد بعد الستين لأنه مات سنة مائة وواحد وعمره أربعون سنة فإذًا ولادته كانت بعد الستين فهذا يدل على أنه إن كان معزوا إلى أبي هريرة رضي الله عنه فإنه وهم وإن كان المقصود من ذلك أن من قاله دون أبي هريرة رضي الله عنه فهذا ممكن، والمفصل يبدأ من ق أو من الحجرات هذا هو المفصل وسمي مفصل لكثرة الفصل بين السور بالبسملة لأنها سور كثيرة والفصل بين كل سورة وسورة فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهذا قيل له المفصل وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يحزبون القرآن سبعة أحزاب كما جاء عن أوس بن أوس الذي فيه قال أنهم يحزبون القرآن ثلاثا وخمسا وسبعا وتسعا وإحدى عشرة وثلاث عشرة وحزب مفصل واحد وأوله ق يعني أنه سبعة أحزاب يقرؤون كل يوم حزب ويختمون بسبعة أيام في أيام الأسبوع كل أسبوع يختمون القرآن وقال وحزب مفصل واحد وأوله ق وقال إنه يقرأ في المغرب من قصار المفصل ويقرأ في العشاء من أوساط المفصل ويقرأ بالفجر من طوال المفصل وقد قيل إن طوال المفصل تنتهي إلى عم وأن أوساطه من عم إلى الضحى وما بعد ذلك هو قصاره.

<<  <   >  >>