ثم ذكر هذا الحديث أن جماعة من أصحاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- اجتمعوا وتذاكروا صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال أبو حميد الساعدي رضي الله عنه: أنا أعلمكم بصلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم ذكر صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذكر الحديث ولما جاء عند الركوع وضع يديه على ركبتيه كأنه قابض لهما يعني معناه أنه وضع يديه على ركبتيه ووتر يديه يعني معناه أنه لم يجعل يديه متصلة بفخذيه وأنه لم يجافي بل جافى بينهما ما جعل يديه تلتصق ببطنه أو برجله وإنما جعل فيه مجافاة يعني يسيرا بحيث لا يؤثر على جاره في الصلاة، ثم ذكر السجود وأنه وضع جبهته وأنفه ونحّى يديه عن جنبيه يعني يجافي لم يلصق يديه بجنبيه وإنما جافى بينهما معناه أنه لا يلصق فهذه كيفية السجود التي حكاها أبو حميد رضي الله عنه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقال إنه أعلمهم وإنما قال إنه أعلمهم حتى يعرفوا بأنه متمكن وأنه متحقق من أنه عارف لكيفية الصلاة وإنما قال هذا الكلام ليأخذوا عنه وأنه متقن للشيء الذي يرويه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وإذا قام من السجود يجلس ويستقر حتى يكون على هيئته هيئة الجلوس، ثم ذكر الحالة عند الجلوس وهذا في التشهد الأول وذلك بأنه ينصب اليمنى ويجعل أصابعها إلى القبلة ويفرش اليسرى ويجلس عليها وهذه هي هيئة الجلوس بين السجدتين وفي التشهد الأول أما في التشهد الأخير فإن فيه التورك حيث يخرج رجله اليسرى من تحت ساقه اليمنى ويجلس على الأرض فتكون مقعدته على الأرض وليس على رجله كما هي حال الافتراش ويجعل كذلك في حال جلوسه يده اليمنى على ركبته اليمنى ويده اليسرى على ركبته اليسرى وأشار بأصبعيه يعني في السبابة في اليمنى يشير في التشهد عند ذكر الله عز وجل.