ثم ذكر هذا الحديث الذي فيه الدعاء في الركوع والسجود وهذا الدعاء الذي جاء عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن عائشة رضي الله عنها يدل على أن الركوع فيه تعظيم ودعاء وأن السجود فيه تعظيم ودعاء لكن الغالب على الركوع أن يكون للتعظيم والغالب على السجود أن يكون للدعاء كما جاء في الحديث:«أما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود فأكثروا فيه من الدعاء فقمن أن يستجاب لكم» وهذا الدعاء الذي كان يدعوا به الرسول -صلى الله عليه وسلم- في ركوعه وسجوده جاء عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: ما صلى صلاة بعد إذ أنزل عليه (إذا جاء نصر الله والفتح) إلا قال في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي يتأول القرآن، يعني أنه ينفذ ويطبق ما جاء في القرآن لأن القرآن جاء فيه (فسبح بحمد ربك واستغفره) فقوله سبحانك اللهم وبحمدك تنفيذ لقوله فسبح بحمد ربك وقوله اللهم اغفر لي تنفيذ لقوله واستغفره يتأول القرآن يعني أنه ينفذ ما أمر به في القرآن وقد أمر في القرآن بهذه السورة بأن يسبح الله ويستغفره في كل من ركوعه وسجوده.