٣٢٥ - وَعَنْ أَبي هُرَيْرَة - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((إِذا صَلَّى أَحَدُكُم الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ؛ فَلْيَضْطَجِعْ عَلَى جَنْبِهِ الْأَيْمنِ)). رَوَاهُ أَحْمدُ وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيُّ -وَقَالَ:((حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ)) -، وَقَدْ تكَلَّمَ أَحْمدُ وَالْبَيْهَقِيُّ وَغَيرُهمَا فِي هَذَا الحَدِيثِ، وصَحَّحُوا فِعْلَهُ الإضْطِجَاعَ لَا أَمْرَهُ بِهِ.
ثم ذكر هذين الحديثين فيما يتعلق بالاضطجاع وأنه ثبت من فعله -صلى الله عليه وسلم- وذلك في بيته وأنه إذا صلى ركعتي الفجر في بيته اضطجع على شقه الأيمن ومعلوم أن هذا ثبت من فعله -صلى الله عليه وسلم- ومعلوم أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- جاء في الحديث قال:«تنام عيناي ولا ينام قلبي» معناه أنه لا يحصل له حدث أو يحصل له شيء كغيره لأن غيره إذا نام وفقد إحساسه فإنه قد يخرج منه الريح التي ينتقض وضوءه وأما هو -صلى الله عليه وسلم- فهو تنام عيناه ولا ينام قلبه بخلاف الناس تنام عيونهم وقلوبهم فالرسول -صلى الله عليه وسلم- هذا من خصائصه والحديث ثبت وأما ما يتعلق بالأمر فهذا فيه خلاف منهم من صحح الحديث ومنهم من لم يصححه ومعلوم أن حصول النوم منهم قد يحصل نقص الوضوء لأنهم ليسوا كالرسول -صلى الله عليه وسلم- تنام عيناه ولا ينام قلبه وإنما هم تنام عيونهم وقلوبهم فيكون إذا حصل منه النوم قد يكون حصل منه الناقض ولهذا جاء من نواقض الوضوء النوم قال:«العين وكاء السه فإذا نامت العينان استطلق الوكاء» الحاصل أنه من فعله ثابت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأما من القول فقد اختلف العلماء فيه ومعلوم أن هناك فرق بين ما جاء من فعله وما جاء من قوله وأن فعله هذا لا إشكال فيه وأما قوله الذي فيه أنهم ينامون فهذا من العلماء من صححه ومنهم من ضعفه ومعلوم أن هناك فرق بين نوم الرسول -صلى الله عليه وسلم- ونوم غيره.