٢٤ - عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قَالَت، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ:" السِّوَاك مطهرة للفم، مرضاة للرب " رَوَاهُ أَحْمد، وَالْبُخَارِيّ تَعْلِيقا مَجْزُومًا بِهِ، وَالنَّسَائِيّ، وَابْن حبَان، وَأخرجه ابْن خُزَيْمَة بطرِيق أُخْرَى فِي صَحِيحه، وَرَوَاهُ أَحْمد من حَدِيث أبي بكر الصّديق، وَابْن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهم، وَرَوَاهُ ابْن حبَان من حَدِيث أبي هُرَيْرَة.
وهذا الحديث الذي أورده عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:«السواك مطهرة للفم مرضاة للرب» فيه بيان أن الحكمة والفائدة المترتبة على استعمال السواك وأنها مشتملة على أمرين وفائدتين إحداهما فائدة دنيوية والثانية فائدة دنيوية وأخروية أما الفائدة الدنيوية فإنه قوله: «مطهرة للفم» لأن هذه فائدة حاصلة بالسواك وهي تحصل في كون الإنسان يستاك ففيه تطهير للفم وتطييب له فهي فائدة دنيوية والفائدة الدنيوية والأخروية في قوله: «مرضاة للرب» لأن هذا الفعل سنها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيكون فيها رضا الله عز وجل ويكون فيها الفائدة التي تترتب على ذلك من الأعمال الصالحة في الدنيا والثواب عليها في الآخرة ففيه الجمع بين الفوائد الدنيوية والفوائد الأخروية ومن أمثلة ذلك يعني مما يماثل ما جاء في هذا الحديث أنه مطهرة للفم مرضاة للرب الأثر الذي جاء عن عمر رضي الله عنه والذي أخرجه البخاري في صحيحه في قصة استشهاد عمر واستخلاف عثمان رضي الله عنهما وأنه لما طعن وكان الناس يعودونه ويأتون إليه ويثنون عليه وهو قد أصيب فجاء شاب وأثنى عليه وقال هنيئا لك يا أمير المؤمنين صحبت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأحسنت صحبته ثم صحبت أبا بكر رضي الله عنه ثم الشهادة فقال وددت أن يكون ذلك لا علي ولا لي ثم إنه ذهب هذا الغلام وإذا ثوبه يمس الأرض يعني معناه أنه نازل ثوبه عن الكعبين فقال ردوا علي الغلام ثم قال له يابن أخي ارفع ثوبك فإنه أنقى لثوبك وأتقى لربك، ارفع ثوبك يعني معناه ما يتوسخ لأنه إذا نزل إلى الأرض أصابه الوسخ هذه فائدة دنيوية فالإنسان إذا رفعه يحصل له من الفائدة الدنيوية أن ثوبه لا يتوسخ والفائدة الدنيوية والأخروية أن فيه تقوى الله عز وجل فإذا هذا فيه الجمع بين الفائدة الدنيوية والأخروية مثل الحديث الذي معنا والذي هو:«السواك مطهرة للفم مرضاة للرب» يعني جمع بين الفائدة الدنيوية والأخروية.