٣٤٣ - وَعَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ، أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ:" أوتروا قبل أَن تصبحوا " رَوَاهُ مُسلم.
ثم ذكر هذا الحديث:«أوتروا قبل أن تصبحوا» معناه أن الوتر محله الليل وأنه ينتهي وقته في الصباح إذا دخل وقت الفجر انتهى وقت الوتر فالإنسان يأتي بوتره قبل أن يصبح وقبل أن يأتي وقت صلاة الفجر قبل أن يؤذن للفجر لأن هذه صلاة الليل ولكنه إذا حصل أنه ما تمكن من الإيتار قبل أن يطلع الفجر وطلع عليه الفجر ولم يوتر فإنه يصلي من الضحى اثنتي عشرة ركعة لأنه -صلى الله عليه وسلم- عادته إحدى عشر فكان يقضيها ولكن يضيف إليها ركعة حتى لا يكون وترا في النهار لأن النهار ليس فيه وتر وإنما الوتر هو في الليل ووتر النهار إنما هو صلاة المغرب لأنها تكون في آخر النهار فإذًا الوتر إنما يكون قبل طلوع الفجر وإذا طلع الفجر فات وقت الوتر ولكنه يقضيه قضاء ويضيف إليه ركعة في الضحى لأنه كان من عادته أنه يصلي أحد عشر فإذا لم يتمكن فإنه يصلي من النهار اثنتي عشرة ركعة كما جاء ذلك في صحيح مسلم عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومعنى ذلك أن الإنسان إذا كان عادته أنه يصلي ثلاث وفاته الوتر فإنه يصلي في الضحى أربع وإذا كان من عادته أنه يصلي خمس فإنه يصلي ست في الضحى وإذا كان من عادته يصلي سبع يصلي ثمان في الضحى وهكذا.