ثم ذكر حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن الشيطان إذا سجد ابن آدم أي قرأ آية فيها سجدة وسجد اعتزل الشيطان يبكي يقول يا ويلي أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة وأمرت بالسجود فلم أسجد فلي النار، هذا يدل على حزن الشيطان وأنه يتألم ويحزنه أنه حصل لابن آدم أنه أمر بالسجود فسجد وأما هو فأمر بالسجود فلم يسجد، وهذا الحديث يدل على فضل السجود لأنه أول حديث ذكره في هذا الباب والمقصود بيان فضل سجود التلاوة وأن إبليس يتألم ويتحسر لكونه أمر بالسجود فلم يسجد وابن آدم أمر بالسجود فسجد فله الجنة وأما هو فأمر بالسجود فلم يسجد فله النار، إذًا الحديث يدل على فضل سجود التلاوة لكنه ليس بواجب وإنما هو مستحب لأنه جاء ما يدل على أن للإنسان أن يسجد وله أن لا يسجد لكن الأولى أن يسجد لأنه يحصل له الأجر والثواب الذي جاء الوعد به في هذا الحديث وفي غيره من الأحاديث.