ثم ذكر هذين الحديثين عن أنس رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ وهو أنه كان صلى مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- يعني مرة معه امرأة، فصار عن يمينه، والمرأة وراءهم، والرواية الثانية أنه كان معه يتيم، وأنه صلى مع اليتيم وراء النبي -صلى الله عليه وسلم-، والمرأة بعدهم، فدل هذا على أن المرأة تكون صفًّا وحدها، وأنها ليست كالرجال، الرجال لا يجوز، لأن للإنسان أن يصلي منفردًا خلف الصف، وأما المرأة لا تصلي في صف الرجال، وإنما تكون وراء الرجال، إن كان رجلًا، لو كان رجلًا واحدًا فإنها تكون صفًّا وراءه وحدها، ولا تصف بجواره، وإن كان في صفوف، فإنها تكون وراء الصفوف إذا كانت وحدها، وصلاتها تصح وهي منفردة، بخلاف الرجال أنه لا تصح صلاة المنفرد خلف الصف كما سيأتي في الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويدل أيضًا على مصافة الصغير لأنه قال:"ويتيم" يعني معناه أنه صغير، فدل على أن الصغير يكون صفًّا ويكون مع غيره صفًّا لأنه صلى ومعه اليتيم خلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والمرأة وراءهم يعني صفًّا ثانيًا.