ثم ذكر هذا الحديث عن وابصة بن معبد رضي الله عنه أنه رأى رجلًا يصلي خلف الصف -يعني وحده-، فأمره بإعادة الصلاة -يعني معناه لم يعتبر له هذا الموقف أنه يكون صفًّا وحده-، وإنما المرأة هي التي تكون صفًّا وحدها، إذا لم يكن معها أحد فإنها تكون صفًّا وحدها بخلاف الرجال، فإن الواحد لا يكون صفًّا وحده، وإنما عليه إذا وجد له متسعًا، وإلا فله أن يتقدم ويصلي على يمين الإمام، يعني بدل ما يصلي وحده ولا تصح صلاته، فإنه يتقدم ويصلي على يمين الإمام، يعني فيكون مع الإمام على يمينه، وبذلك تصح صلاته، ولهذا الرسول -صلى الله عليه وسلم- أرشد من صلى وحده خلف الصفّ أن يعيد الصلاة لأن صلاته لا تصح إذا كان وحده، ولكنه عند الحاجة يتقدم حتى يكون بجوار الإمام ولا يكون صفًّا وحده، وإنما يكون بجوار الإمام، ولكن لو أن إنسانًا صفّ وحده ثم جاء أحد ودخل معه قبل أن يركع، فإنه يصح لأنه حصل الركوع وهم جماعة، لكن كونه يركع وهو وحده فهذا مثل ما تقدم أنه يعيد الصلاة، لكن إذا كان أنه جاء أحد ودخل معه في الركعة الثانية فإنه الركعة الأولى غير معتبرة، وإنما عليه أن يقضيها مثل ما لو أنه صلى صلاة كلها وهو منفرد فإنه يقضي الصلاة كلها.