٦٦ - وَعَن بُرَيْدَة بن الْحصيب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: أصبح رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فَدَعَا بِلَالًا فَقَالَ، " يَا بِلَال بِمَ سبقتني إِلَى الْجنَّة، فَمَا دخلت الْجنَّة قطّ إِلَّا وَسمعت خشخشتك أَمَامِي، دخلت البارحة فَسمِعت خشخشتك أَمَامِي فَأتيت عَلَى قصر مربع مشرف من ذهب فَقلت: لمن هَذَا الْقصر؟ قَالُوا لرجل عَرَبِيّ، فَقلت: أَنا عَرَبِيّ لمن هَذَا الْقصر؟ قَالُوا لرجل من قُرَيْش، فَقلت: أَنا قرشي لمن هَذَا الْقصر؟ قَالُوا لرجل من أمة مُحَمَّد، فَقلت: أَنا مُحَمَّد لمن هَذَا الْقصر؟ قَالُوا لعمر بن الْخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، فَقَالَ بِلَال: يَا رَسُول الله مَا أَذِنت قطّ إِلَّا صليت رَكْعَتَيْنِ، وَمَا أصابني حدث قطّ إِلَّا تَوَضَّأت عِنْدهَا وَرَأَيْت أَن لله عَلّي رَكْعَتَيْنِ، فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: بهما " رَوَاهُ أَحْمد، (وَالتِّرْمِذِيّ وَهَذَا لَفظه وَقَالَ: (حَدِيث حسن صَحِيح غَرِيب)).
ثم ذكر هذا الحديث عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أصبح وسأل بلالا مالذي جعلك تكون في الجنة وإذا دخلت الجنة سمعت خشخشتك يعني صوت مشيه في الجنة فسأله الرسول -صلى الله عليه وسلم- والمقصود أن هذا صار في النوم في رؤيا مناميّه ولهذا قال:«أصبح» يعني ذكر في أول الحديث أصبح يعني معناه كأنه رآه في نوم هذه الليلة فالتعبير بقوله أصبح يفيد بأنه حصل ذلك في نوم هذه الليلة وأن هذا تكرر منه وأنه إذا دخل الجنة في المنام فإنه يسمع صوت خشخشة مشيه يعني في الجنة، أجاب رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- أنه ما أذن إلا وصلى ركعتين وما توضأ إلا وصلى ركعتين فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: «بهما» أي بهاتين الركعتين التي كنت ملازما لهما بعد أذانك وبعد وضوئك يعني بهما أي بهذا العمل حصل لك هذا الفضل وهذا الثواب الذي هو دخول الجنة وتخلل ذلك ذكر هذا القصر الذي لعمر بن الخطاب رضي الله عنه فإنه أيضا رآه في منامه وحديث رؤية القصر لعمر رضي الله عنه ثبت في الصحيحين عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهنا ذكره في أثناء هذا الحديث بين سؤال النبي -صلى الله عليه وسلم- لبلال رضي الله عنه وبين إجابة بلال رضي الله عنه والمحاورة التي بينه وبين بلال رضي الله عنه تخللها ذكر هذا القصر لعمر بن الخطاب رضي الله عنه وكما قلت الحديث جاء في الصحيحين مسألة القصر ورؤية النبي -صلى الله عليه وسلم- قصرا في الجنة وأنه سأل لمن هذا قالوا لعمر بن الخطاب رضي الله عنه.