٧٢ - وَعَن زبيد بن الصَّلْت قَالَ: سَمِعت عمر بن الْخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه يَقُول: " إِذا تَوَضَّأ أحدكُم وَلبس خفيه فليمسح عَلَيْهَا وَليصل فيهمَا وَلَا يخلعهما إِن شَاءَ إِلَّا من جَنَابَة " رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ من رِوَايَة أَسد بن مُوسَى وَفِيه: (قَالَ حَمَّاد بن سَلمَة عَن عبيد الله بن أبي بكر وثابت، عَن أنس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ مثله)، (و " أَسد بن مُوسَى ": وَثَّقَهُ الْعجلِيّ، وَالنَّسَائِيّ، وَالْبَزَّار، وَخَالفهُم ابْن حزم فَقَالَ:(هُوَ مُنكر الحَدِيث)، وَالصَّوَاب مَعَ الْجَمَاعَة. وَقَالَ الْحَاكِم فِي " الْمُسْتَدْرك " بعد ذكر حَدِيث عقبَة بن عَامر " خرجت من الشَّام ": (وَقد رُوِيَ عَن أنس مَرْفُوعا بِإِسْنَاد صَحِيح رُوَاته عَن آخِرهم ثِقَات، إِلَّا أَنه شَاذ بِمرَّة) ثمَّ أخرج حَدِيث أنس الْمُتَقَدّم وَقَالَ فِيهِ: (عَلَى شَرط مُسلم))
ثم ذكر هذا الحديث عن عمر رضي الله عنه أن زييد بن الصلت سمع عمر رضي الله عنه يقول أنه إذا توضأ ولبس خفيه فإنه يمسح عليهما ولا يخلعهما إن شاء إلا من جنابة يعني الجنابة لابد أن يخلع منها لأن الاغتسال لابد أن يأتي على جميع أعضاء الجسد ومنها الرجلان لكن قوله:«إن شاء» يعني معنى ذلك أن مدة المسح ليست بلازمة وأن الإنسان لازم أن يبقى المدة وإنما هذا يرجع إليه إن أراد أن يخلع خلع وإن أراد أن يبقيها
يبقيها ويمسح عليها فقوله:«إن شاء» يعني أن هذا يرجع إليه قضية البقاء على الخفين لمدة ثلاثة أيام بلياليها ليس بلازم وإنما هذا يرجع إليه إن أراد أن يستمر يمسح وإن أراد أن يخلعها يخلعها لكن الخلع الذي لابد منه هو إذا كان هناك جنابة وقد جاء حديث أنس رضي الله عنه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مرفوع وهو مثل هذا الحديث الموقوف عن عمر رضي الله عنه ولهذا الحافظ ابن حجر في بلوغ المرام ذكر الموقوف والمرفوع وقال: وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه موقوفا وعن أنس رضي الله عنه مرفوعا ثم ذكر الحديث بهذا اللفظ الذي ذكره ابن عبدالهادي وعلى هذا فإن قوله: «إن شاء» يعني معنى ذلك أن الأمر يرجع إليه إن شاء أن يخلع فله أن يخلع قبل ذلك وإن شاء أن يستمر فإنه يمسح إلى بلوغ المدة التي حددت له وهي ثلاثة أيام بلياليها للمسافر ويوم وليلة للمقيم، وزييد هنا جاء في بعض نسخ المحرر المطبوعة زييد بتصغير زيد وجاء في بعضها زبيد وزييد هذا ليس من رجال الكتب الستة وإنما هو خارج عن رجال الكتب الستة ولهذا ذكر ترجمته الحافظ بن حجر في تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة لأنه روى له الإمام أحمد وهو من زيادات أصحاب المذاهب الأربعة الذين هم أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد هؤلاء من الذين زادوا على الكتب الستة وقال بعد ما ذكر زيد أتى به وقال زييد بالتصغير يعني تصغير زيد وعلى هذا فهو بالياء وهو مصغر زيد وليس زبيدا يعني بالباء.