المرآة تُسْتَعْمَل في تسليط الانعكاسات التي (يسقطها) حدٌّ مختار لغاية معينة، بطريقة تلقائية على (فكرة) ما، في ذهن قارئ من القراء.
ونحن نستطيع أن نأخذ على سبيل المثال، بغية توضيح الكيفية التي تعمل بها هذه المرآة، (الفكرةَ) التي نتحدث عنها هنا بالذات، أعني فكرة الكمنويلث الإسلامي؛ ولنكن على اقتناع كما سيأتي توضيح ذلك، أن هذه (الفكرة) لم تغب عن مراقب الاستعمار المختصة، منذ الوهلة الأولى التي أذيعت فيها على الجمهور بين سلسلة الدراسات التي يُزْمَع نشرها في (سلسلة الثقافة الإسلامية)، ومن ثَمَّ فهل تدهش أيها القارئ المسلم الطيِّب القلب، إذا ما قرأت صبيحة ذات يوم في صحيفتك هذه السطور المحرَّرة كما يلي:
«عندما كان فاضل الجمالي يسافر إلى لبنان، كان يزور حزب الكتائب، ويثير في أعضائه الشبان: النزعةَ إلى الفتنة الطائفيَّة ضدَّ المسلمين، ويخرج من دار الحزب ليعقد المؤتمرات الصحفية التي يدعو فيها إلى تكوين (كملنويلث إسلامي)».
وإنك لتتساءل أيها القارئ الطيب القلب، عما إذا كان هذا ممكن الوقوع؟! .. - بلى قد حصل ذلك بالفعل، وقد تكون قرأت الخبر المذكور في إحدى الصحف التي تصدر بالقاهرة، في عددها الصادر بتاريخ: ٥/ ١٠/ ١٩٥٨م.
ها نحن على وجه الدقة، أمام (مرآة) تامة الشروط، حيث يأتي اسم (فاضل الجمالي) كما هو المرآة، ليعكس في ذهن القارئ ردود فعل معَطِّلة، وربما ليس فيما يتعلق بهذه الدراسة فحسب، لأنه من يدري إلى أيِّ مدى ترمي فكرة الاستعمار في هذه الحالة؟
مهما يكن من شيء، فنحن نرى في نطاق موضوعنا، أيَّ (حدٍّ سلبيّ)