للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤ - ولكن هناك سبب رئيس جدير بالمعرفة أشار إليه ابن تيمية «١» - رحمه الله تعالى- في رسالته «الفرقان بين الحق والباطل» ص ١٤٥ ط المدني بالقاهرة، قال:" فلما ظهر النفاق والبدع والفجور المخالف لدين الرسول، سلطت عليهم الأعداء، فخرجت الروم النصارى إلى الشام والجزيرة مرة بعد مرة ...

إلى أن قال:" وكان أهل الشام بأسوإ حال بين الكفار والنصارى والمنافقين الملاحدة" اه.

ولعل تلك الأسباب مجتمعة هي التي سببت هذه الحرب غير أنها كانت عقدية قبل أن تكون اقتصادية: ولَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ ولَا النَّصارى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدى ولَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ما لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ ولا نَصِيرٍ (١٢٠) «٢»

وكانت حال المسلمين السياسية طوال فترة الحروب الصليبية وقبلها عاملا مشجعا لاستمرار حرب النصارى الإفرنج، فقد انشغل الحكام المسلمون بالتنافس على الملك وضرب بعضهم بعضا من أجل ذلك؛ بل وصل الأمر إلى أن بعضهم كان يعطي بعض التنازلات للنصارى في بعض المدن والمناطق مقابل حمايته أو إعانته على أخيه المسلم الذي ينافسه على الملك «٣».

واستمرت هذه الحروب إلى سنة ٦٩١ هـ، أي قبل وفاة الطوفي بست وعشرين سنة.


(١) ستأتي ترجمته- إن شاء الله- في شيوخ وتلامذة الطوفي.
(٢) سورة البقرة:، ١٢٠.
(٣) من هؤلاء مثلا: الصالح إسماعيل المعروف بأبي الحبيش المتوفي سنة ٦٣٨ هـ فقد استعان بالإفرنج وأعطاهم مدينة صيدا، وقلعة الشقيف (انظر طبقات الشافعية الكبرى ٥/ ٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>