للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد ذكرت بعض قصتهما في" الفوائد" «١».

قلت: والذي أوجب لهذا النصراني تقديم هذا الكلام، وتقبيح حاسة النكاح هو كونه رأى المسيح لا داعي له إليها، ورأى محمدا- عليه السلام- شديد الداعي إلى ذلك. كما نقل عنه حديث يقول: «حبب إليّ من الدنيا ثلاث: الطيب، والنساء، وجعلت قرة/ عيني في الصلاة» «٢» وأنه تزوج كثيرا وتسرى، فأراد العلج أن يجعل هذا مطعنا عليه.

ولقد تاه عن الصواب. فإن نكاح النساء هو عين الطهارة، لما فيه من تحصين الدين، والإعانة على تقوى رب العالمين. ولهذا كان محمد صلّى الله عليه وسلم إذا رأى امرأة أعجبته دخل على بعض نسائه فقضى حاجته منها، ثم خرج. وفعل ذلك يوما ثم


-[انظر تفسير الطبري (١/ ٤٥٢ - ٤٥٨)، وتفسير القرطبي ٢/ ٥١ - ٥٢، وتفسير ابن كثير (١/ ١٣٤ - ١٤١) ويرى ابن كثير أنها كلها من الإسرائيليات وعدم رفعها إلى النبي صلّى الله عليه وسلم، وتبعه في ذلك الشيخ رشيد رضا (انظر الفتح الرباني ١٨/ ٧٢ - ٧٣) والقاسمي في تفسيره (١/ ٢١١ - ٢١٣)، ونقل رأي الرازي في ذلك].
(١) لم أجد كتاب المؤلف هذا رغم البحث عنه، ولعله من الكتب التي فقدت من المكتبات الإسلامية.
(٢) أخرجه النسائي في أول عشرة النساء عن أنس من طريق ثابت بلفظ: «حبب إليّ من الدنيا:
النساء والطيب وجعل قرة عيني في الصلاة»، وأخرجه في نفس الموضع من طريق آخر عنه بنحوه، وأخرجه أحمد في المسند (٣/ ١٢٨) من طريقين عن أنس بلفظ النسائي السابق، وأخرجه في (٣/ ٢٨٥) عنه بلفظ النسائي الآخر، وفي (٣/ ١٩٩) بنحوهما، وأخرجه الحاكم في المستدرك (٢/ ١٦٠) وقال:" صحيح على شرط مسلم"، وتكلم العلماء في زيادة لفظ" ثلاث" فمنهم من يثبتها ومنهم من ينكرها. [انظر المقاصد الحسنة ص ١٨٠، وكشف الخفاء ١/ ٤٠٥ - ٤٠٦].

<<  <  ج: ص:  >  >>