للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والطبري «١». قال الله سبحانه: والَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِ وهذا استشهاد بأهل الكتاب الموجودين حينئذ من أسلم منهم كعبد الله بن سلام «٢» وغيره، أو جميع أهل الكتاب، ولكن يكتم ذلك منهم من يكتمه عنادا «٣».


- كان قوي الحافظة واسع الاطلاع في الشعر العربي، بصيرا بأيام العرب، عالما بأنسابهم، متضلعا في العربية ومن هنا جاءت شهرته في التفسير، أكثر السؤال على سعيد بن المسيب رحمه الله أياما فقال سعيد: ما كنت أظن أن الله خلق مثلك. قال أبو عمرو بن العلاء: حسبك قتادة ولولا كلامه في القدر ... ما عدلت به أحدا من أهل دهره، توفي قتادة رحمه الله سنة سبع عشرة ومائة من الهجرة وعمره إذ ذاك ست وخمسون سنة على المشهور.
[انظر التفسير والمفسرون لمحمد الذهبي ١/ ١٢٥ - ١٢٦].
(١) انظر تفسير الطبري ٨/ ٨، وقاله ابن عطية أيضا في تفسيره ٦/ ١٣٥، وقد تقدمت ترجمة الطبري في قسم الدراسة ص: ١٧٣.
(٢) أبو يوسف عبد الله بن سلام بن الحارث الإسرائيلي الأنصاري حليف بني عوف من الخزرج.
أسلم عند قدوم النبي صلّى الله عليه وسلم المدينة، وذكر البخاري في مناقب الأنصار، باب مسائل عبد الله بن سلام قصة إسلامه التي كان فيها شهادة من أنفسهم على صدق محمد صلّى الله عليه وسلم وأنه مرسل من ربه، دافع عن عثمان رضي الله عنه ضد المتألبين عليه، وخذّل الثائرين عليه حتى قالوا: اقتلوا اليهودي يعنون عبد الله. (انظر مع صحيح البخاري: التفسير والمفسرون ١/ ١٨٤ - ١٨٥).
(٣) اعترف عبد الله بن سلام رضي الله عنه وكان من أحبار اليهود قبل أن يسلم برسالة محمد صلّى الله عليه وسلم وأن ما ينزل عليه هو الحق من الله، كما روى عباس رضي الله عنهما عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال لعبد الله بن سلام رضي الله عنه: قد أنزل الله على نبيه: الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ [البقرة: ١٤٦] فكيف يا عبد الله هذه المعرفة؟ فقال عبد الله بن سلام: يا عمر لقد عرفته حين رأيته كما أعرف ابني إذا لقيته مع الصبيان، وأنا أشد معرفة بمحمد صلّى الله عليه وسلم مني بابني!! فقال عمر: كيف ذلك؟ قال: إنه رسول الله صلّى الله عليه وسلم حق من الله، وقد نعته الله في كتابنا: ولا أدري ما تصنع النساء".
[الدر المنثور للسيوطى ١/ ٣٥٧]، والأمثلة على ذلك كثيرة جدا لا يتسع المكان لذكرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>