للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثاني: أني تأملت هذا الحكم في التوراة على جهة التفصيل فوجدته مختلفا مشتبها جدا وذلك أنه ذكر فيها أن راحيل أم يوسف ماتت على طريق بيت لحم عند قدوم يعقوب من عند خاله" لابن" وذلك قبل أن يرى يوسف الرؤيا بمدة «١»، وذكر فيها: أن يعقوب بعد اجتماعه/ بيوسف بمصر «٢» قال له:" وإني حين/ أقبلت من فدان «٣» آرام- يعني قدومه من عند خاله" لابن" من حوران «٤» - ماتت راحيل أمك في أرض كنعان «٥» فقبرتها في بيت لحم «٦» " فهذان نصان يقتضيان: أن أم يوسف ماتت قبل أن يرى الرؤيا، وذكر فيها: أن يوسف لما جاءه


(١) انظر الأصحاح الثامن والأربعين من سفر التكوين.
(٢) مصر: البلد المعروف سميت باسم من أحدثها وهو مصر بن مصرايم بن حام بن نوح، فتحها عمرو بن العاص رضي الله عنه [انظر مراصد الاطلاع ٣/ ١٢٧٧].
(٣) في النسخ الثلاث: فدن، بدون ألف بعد الدال المهملة. والصحيح فدان. كما في مراصد الاطلاع ٣/ ١٠٢٠، وفي التراجم الحديثة للكتاب المقدس (سفر التكوين الأصحاح الثامن والأربعين). وهي قرية من أعمال حران بالجزيرة.
(٤) حوران: بفتح أوله: كورة واسعة من أعمال دمشق في القبلة، ذات قرى كثيرة ومزارع يقول فيها امرؤ القيس:
ولما بدت حوران والآل دونها نظرت فلم تنظر بعينك منظرا [انظر مراصد الاطلاع وهامشه ١/ ٤٣٥]
(٥) أرض كنعان: موضع من أرض الشام وهو منازل الكنعانيين نسبة إلى كنعان بن حام بن نوح، كان منزل يعقوب عليه السلام في قرية لها" سيلون" من بلاد كنعان، ويقال إن اسم المكان الذي كان فيه" بدا" وإياه عني جميل بقوله:
وأنت الذي حببت شعبا إلى بدا إلى وأوطاني بلاد سواهما. وببلاد كنعان الجب الذي ألقي فيه يوسف عليه السلام. [انظر مراصد الاطلاع ٣/ ١١٨٢، وتفسير الشوكاني ٣/ ٥٦].
(٦) انظر سفر التكوين الأصحاح الثامن والأربعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>