للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قد وهبناها لك، خر لهم ساجدا «١» على جهة الشكر حيث ياسروه ولم/ يعاسروه. وسألهم أن يأخذوا منه ثمنها. فقد كان السجود عندهم سهلا متعارفا في هذه المواطن اليسيرة الخطب، وهو من ملة أبيهم إبراهيم «٢».

وفي التوراة:" أن يعقوب لما التقى بأخيه العيص سجد له «٣» بالأرض سبع مرات" «٤»، فما ظنك بحال الدخول على يوسف من قوم متشوقين إليه، وخجلين منه بعد سنين متطاولة، فإن العقول تجزم بأن هذا المقام أولى بالسجود من كل مقام، خصوصا لشخص قد أحياهم الله به، وقد غمرهم بإحسانه بعد أن بالغوا في الإساءة إليه.

ففي السجود له فوائد «٥».

منها: إقامة رسم الملك بفعل تحيته «٦».

والثانية: التوصل إلى إزالة ما في نفسه.


(١) انظر سفر التكوين الأصحاح الثالث والعشرين.
(٢) قلت: هذا ادعاء وزعم منهم أنه حصل منه هذا، وأنهم على ملته لا أن ذلك صدقا. فالله أعلم بالصواب.
(٣) في (أ): أسجد له بالأرض.
(٤) سفر التكوين الأصحاح الثالث والثلاثين.
(٥) هذا إذا كان على سبيل الخلق كما في شريعتهم المنسوخة لا العبادة وعلى سبيل التنزل منا بصحة ذلك في شرائعهم.
(٦) روى ابن جرير الطبري في تفسيره (١٣/ ٦٨) عن قتادة:" وكانت- أي السجود- تحية من قبلكم كان بها يحي بعضهم بعضا، فأعطى الله هذه الأمة: السلام تحية أهل الجنة، كرامة من الله تبارك وتعالى عجلها لهم، ونعمة منه" اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>