للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحاصل ما نقوله في جوابه: أن محمدا كان ظهوره بخير عظيم وبركة عميمة ولكنهم/ غيروه حسدا له، واستبقاء للرئاسة فيهم، وغيره عليها أن تخرج منهم وينالها غيرهم.

وإذا كان إخوة يوسف هموا بقتل أخيهم يوسف ثم لما رفقوا به باعوه على الكفار ورموه في رق العبودية حتى لقي من مرارة التهم والسجن ما لقي حسدا له على ما ظنوه من تأويل رؤيا يجوز أن تقع وأن لا تقع مع كونهم من صلب نبي معصوم، وهم معاشرون له صباح مساء، فما الظن باليهود والنصارى والبغاة الجهال، وقد مضى منهم الزّبد، وبقي منهم الغثاء والزّبد وسفلة العالم وسقطهم فيما علموه بالوحي الإلهي.

وأيضا إذا كانت" سارة" المرأة الصالحة المحفوظة بمعاشرة النبي المعصوم" إبراهيم"- صلوات الله عليه- قالت له: اخرج بابن «١» الأمة- تعني إسماعيل ابن هاجر- عني كي لا يرث مع ابني «٢» إسحاق، كما نص عليه في التوراة؛ غيرة منها أن يشارك ابنها في رئاسة أبيه، فما الظن باليهود والنصارى/ على ما عرف منهم؟ «٣».

وأما قوله:" لم لم تنزع أسماء الأنبياء الذين كان يخبر بعضهم ببعض سابقهم بلا حقهم كيحيى بن زكريا، ولم ينزع اسم الشيطان والدجال"؟


(١) في (ش): ابن.
(٢) في (ش): مع ابني تعني إسحاق.
(٣) هذا على ما يدعونه هم وأما نحن فلا نقرهم على هذا لعدم يقيننا بأن هذه القصة مما لم يحرف، ولم يرد في ديننا إلا أنها عليها السلام غارة من هاجر فقط وذلك قبل ولادة اسحاق فإنه لم يولد إلا في كبر إبراهيم وسارة، فغيرتها لأنها أصبحت ضرة لها. والله أعلم.
[انظر الروض الأنف ١/ ١٣٥، فتح الباري ٦/ ٤٠٠].

<<  <  ج: ص:  >  >>