للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في دين النصرانية بقبح التعميد «١»، وبناء المذبح «٢»، وتقريب القربان، فإنك أنت كنت تقول له: تكلم فيما هو فوق هذا. ثم انزل إليه.

الوجه الثالث: أما الآيات والأحاديث فصحيحه. ونحن نقول بها على وجه نقرره، وهو أن المسلمين أجمعوا على أن القرآن حق وصدق، وأن بعضه يوافق بعضا، فما أوهم منه التعارض تلطفوا للجميع بينه بما أمكن من الأسباب الجائزة.

ثم إنهم رأوا الآيات المتضمنة لأفعال العباد موهمة للتعارض. تارة تضاف الأفعال فيها إلى الله، نحو واللَّهُ خَلَقَكُمْ وما تَعْمَلُونَ (٩٦) «٣» وقوله: اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ... (٦٢) «٤»، ... ومَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ (٣٣) «٥»، وأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى


(١) التعميد عند النصارى تغطيس المرء في الماء مرة أو مرتين أو ثلاثا على اختلاف بين طوائفهم، فهم يفعلونه للذي يريد الدخول في دينهم، أو يتوب من المعاصي ويتقدم إلى القسيسين فيمنعونه من اللحم والخمر أياما ثم يعلمونه اعتقادهم وإيمانهم فإذا تعلم ذلك اجتمع له القسيسون فتكلم بعقيدة إيمانهم أمامهم ثم يغطسونه في ماء يغمره.
[انظر الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام ص ٤٠٣].
(٢) ما يذبحون فيه قرابينهم من العجول، والجزور، والخرفان، وهذا في شريعة التوراة على ما يقال، غير أن النصارى استثقلوا هذه الحيوانات لارتفاع ثمنها وبخلهم ولأنه لا يوجد فيها ما يوجد في الخمر من اللذة والطرب، فاستبدلوا الحيوانات المذكورة بالخمر زاعمين أن المسيح قال لهم:" من أكل لحمي وشرب دمي كان فيّ وأنا فيه" ولأن القسيس المنصوب من الله على زعمهم" ملكي صادق" أول من قرب الخمر والخبز.
(انظر الإعلام ص ٤٢٧ - ٤٢٩).
(٣) سورة الصافات، آية: ٩٦.
(٤) سورة الزمر، آية: ٦٢.
(٥) سورة الرعد، آية: ٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>