للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما الأولى: فلا شك أنهم نقلوا في الإنجيل عن المسيح: أن الزنادقة المنكرين للقيامة سألوه عن سبعة إخوة تزوجوا امرأة واحدا بعد واحد، ويموتون عنها، فلمن تكون في الآخرة؟ «١» فأجابهم بما ذكر هاهنا، وهو: أن الناس في الآخرة كالملائكة لا يأكلون ولا يتزوجون، لكن هذا ينافيه ما في الفصل التاسع والعشرين «٢» من إنجيل مرقس: أن المسيح قال لرجل:" بع كلما لك واعطه للمساكين واكنزه في السماء" فصعب على الرجل، فقال له بطرس: ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك، فقال يسوع:" الحق أقول لكم: إنه ليس أحد ترك بيوتا أو إخوة أو أخوات أو أبا أو أما أو امرأة أو بنين أو حقلا لأجلي ولأجل بشارتي «٣» إلا وهو يأخذ مائة ضعف الآن في هذا الزمان: منازل وإخوة وأخوات وأب وأم وبنين في الشدائد وفي الدهر الآتي في الحياة المؤبدة، أولون كثيرون يكونون آخرين، وآخرون أولين".

قلت: فهذا نص في أن الناس في نعيمهم في «٤» الآخرة، كهم في الدنيا،/ وصرح بذكر المرأة. وفائدتها: النكاح، وبالحقل. وفائدته:/ الأكل، وكذا «٥» قال في آخر الفصل التاسع والعشرين «٦» من إنجيل مرقس:" من ترك شيئا لي أخذ أضعافه في الحياة الدائمة".


(١) انظر إنجيل متى الأصحاح الثاني والعشرين.
(٢) في التراجم الحديثة: الأصحاح العاشر.
(٣) في (أ):" ولأجل بشا إلا وهو".
(٤) (في) ليست في (ش).
(٥) في (أ): وكذى.
(٦) في التراجم الحديثة: الأصحاح العاشر. وانظر إنجيل متى آخر الأصحاح التاسع عشر، وإنجيل لوقا الأصحاح الثامن عشر.

<<  <  ج: ص:  >  >>