للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن عهد النبوة إلى الآن قريب من ألف سنة «١»، فهذا تقريب صحيح.

ووقت القدح في هذا الحديث لم يأت بعد. فإن تمادي العالم نحو ألف أو ألفي سنة أخرى قد يتجه «٢» للقادح أن يقدح أو نجيب نحن «٣» بجواب آخر. وأما الحديث فصحيح أيضا، والمراد بقيام ساعتهم فيه موتهم لأن من مات فقد قامت قيامته، لأنه يصير إلى أوائل أوقات القيامة، إذ" القبر أول منازل الآخرة" «٤». ثم هذا معارض بما في آخر الفصل الرابع والعشرين «٥» من إنجيل مرقس. والتاسع والعشرين «٦» من إنجيل لوقا: حيث يقول المسيح:" إن هاهنا قوما من القيام لا يموتون «٧» حتى يعاينوا ملكوت الله" «٨».


- حديث ابن زمل الجهني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فالدنيا سبعة آلاف سنة، أنا في آخرها ألفا» قال ابن الأثير: هذا حديث حسن، شامي الإسناد، وقد أخرجه الأئمة في كتبهم ... " (انظر فتح الباري ١١/ ٣٥٠ - ٣٥٢، والكامل في التاريخ ١/ ١١، ومنال الطالب ص: ٢٤٩ - ٢٥٠).
(١) المؤلف يقول هذا في سنة سبع وسبعمائة من الهجرة. فيكون التقريب نحو ثمانمائة سنة من عهد النبوة، وما قاله فيه مبالغة.
(٢) هكذا في النسخ الثلاث، ولعل الصواب:" قد لا يتجه" والله أعلم.
(٣) نحن: ليست في (أ).
(٤) هذا طرف من حديث الترمذي في كتاب الزهد، باب ٥، وابن ماجه في كتاب الزهد باب ذكر القبر والبلى، وقال الترمذي:" هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث هشام بن يوسف" قلت: وهو ثقة، وبقية السندين ثقات. والله أعلم.
(٥) في الثالث عشر في التراجم الحديثة.
(٦) في الواحد والعشرين من التراجم الحديثة.
(٧) في (م): فيموتون.
(٨) نص مرقس في التراجم الحديثة بعد أن أخبر عن أمر الساعة قال:" الحق أقول لكم لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله" اه. وفي لوقا:" فاعلموا أن ملكوت الله قريب، الحق أقول لكم إنه لا يمضي هذا الجيل حتى يكون الكل ... " اه.

<<  <  ج: ص:  >  >>