للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومراده بملكوت الرب: القيامة، كما في سائر المواضع من الإنجيل ولا يصح حمل ملكوت الله هاهنا على الآيات والمعجزات، لأنهم كانوا قد عاينوها.

قال: وفي تفسير ابن عطية لسورة القمر، قال أنس: خطب رسول الله/ وقد كادت الشمس تغيب فقال: «ما بقي من الدنيا فيما مضى إلا كمثل ما بقى من هذا اليوم فيما مضى» «١» وقال: «إني لأرجو أن/ يؤخر الله أمتي نصف يوم» «٢».

قلت: هذا حديث له أصل في الرواية لكنا لا نحقق صحته كغيره، لكن قد «٣» رواه النسائي وابن ماجه «٤» والترمذي وحسنه، فلا يلزمنا الجواب عنه، بل


(١) أخرجه الترمذي في كتاب الفتن، باب ما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بما هو كائن إلى يوم القيامة، عن أبي سعيد بلفظ نحو هذا اللفظ ثم قال:" وفي الباب عن حذيفة وأبي مريم، وأبي زيد بن أخطب، والمغيرة بن شعبة، وذكروا أن النبي صلى الله عليه وسلم حدثهم بما هو كائن إلى أن تقوم الساعة. وهذا حديث حسن صحيح" اهـ. وأخرجه ابن كثير في تفسير سورة القمر عن البزار. وقال ابن كثير:
" مداره على خلف بن موسى بن خلف عن أبيه، وقد ذكره ابن حبان في الثقات" وقال:" ربما أخطأ" وقال الهيثمي عنه وعن أبيه:" وقد وثقا". قلت: وهذا سند غير سند الترمذي. وأخرجه أحمد في المسند (٣/ ١٩) عن أبي سعيد بسند رجاله رجال الصحيح. [انظر مجمع الزوائد ١٠/ ٣١٤].
(٢) أخرجه أبو داود في كتاب الملاحم، باب قيام الساعة، عن سعد بن أبي وقاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«إني لأرجو أن لا تعجز أمتي عند ربها أن يؤخرهم نصف يوم» قيل لسعد وكم نصف ذلك اليوم؟ قال: خمسمائة سنة. قال ابن حجر:" ورواته موثوقون إلا أن فيها انقطاعا" [فتح الباري ١١/ ٣٥١] وأخرجه أحمد في المسند (١/ ١٧٠) من طريق آخر عن سعد بنحو لفظ أبي داود.
بسند موصول فيه أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم: ضعيف.
(٣) قد: ليست في (أ).
(٤) لم أجد الحديثين في غير المواضع السابقة من الكتب المشهورة. وقد جعلهما المؤلف عفا الله عنه حديثا واحدا، وهما حديثان.

<<  <  ج: ص:  >  >>