للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقول عائشة حين نزلت: تُرْجِي «١» مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ وتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ «٢» ما أرى ربك إلا يسارع في هواك «٣». وما ذكره المسلمون من أن من «٤» خصائصه أنه كان إذا وقع بصره على امرأة ورغب فيها وجب على الزوج طلاقها، وأنه لما رأى زينب حاسرة قال: (سبحان مقلب القلوب) «٥» وأن


(١) ترجي: تؤخر. ومعنى الآية:" ترجى من تشاء من أزواجك، لا حرج عليك أن تترك القسم لهن فتقدم من شئت وتؤخر من شئت، وتجامع من شئت وتترك من شئت".
[انظر تفسير ابن كثير ٣/ ٥٠١].
(٢) سورة الأحزاب، آية: ٥١.
(٣) أخرج البخاري في تفسير سورة الأحزاب عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: كنت أغار على اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقول: أتهب المرأة نفسها؟ فلما أنزل الله تعالى: تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ ... قلت:" ما أرى ربك إلا يسارع في هواك" وأخرجه أيضا في كتاب النكاح، باب هل للمرأة أن تهب نفسها لأحد؟ ومسلم في كتاب الرضاع، باب جواز هبتها نوبتها لضرتها، حديث ٤٩، ٥٠، ٥١، والنسائي في أول النكاح، وابن ماجه في كتاب النكاح، باب التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم وأحمد في المسند (٦/ ١٣٤، ١٥٨، ٢٦١).
(٤) في (م): من أن خصائصه.
(٥) هذه القصة أوردها ابن سعد في الطبقات الكبرى (٨/ ١٠١) مرسلة من طريق محمد بن عمر بن يحيى بن حبان: وهي قصة طويلة لا يتسع المقام لسردها كاملة، غير أنها باطلة لعدة أمور منها:
١ - أنها مرسلة. ٢ - أن في سندها محمد بن عمر الواقدي متروك الحديث، ويقلبه. وفيه أيضا عبد الله بن عامر الأسلمي ضعيف ومتروك الحديث، وكان يقلب الأسانيد والمتون ويرفع المراسيل. [انظر مع المفسرين والمستشرقين في زواج النبي صلى الله عليه وسلم بزينب بنت جحش، للدكتور زاهر الألمعي ص ١٩] ولابن جرير الطبري في تفسيره (٢٢/ ١٣ - ١٤) روايات في زواجه صلى الله عليه وسلم بزينب كلها موقوفة على بعض التابعين وفيها ضعف.

<<  <  ج: ص:  >  >>