للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ففقأ موسى عينه «١»، وجبريل تراءى للنبي- صلى الله عليه وسلم- في أول الأمر، قد ملأ ما بين المشرق والمغرب «٢». ثم كان يأتيه بعد ذلك في صورة دحية الكلبي «٣» - رجل أعرابي-/ وجاءه مرة في صورة شاب أبيض الثياب، يسأله عن معالم الدين


(١) أخرج مسلم في كتاب الفضائل، باب من فضائل موسى- عليه السلام- حديث ١٥٧، عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:" أرسل الله ملك الموت إلى موسى- عليه السلام-، فلما جاءه صكه ففقأ عينه فرجع إلى ربه فقال: أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت. قال فرد الله إليه عينه وقال: ارجع إليه فقل له: يضع يده على متن ثور، فله بما غطت يده بكل شعرة سنة قال أي رب! ثم مه؟ قال: ثم الموت. قال: فالآن. فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية الحجر.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فلو كنت ثمّ لأريتكم قبره إلى جانب الطريق تحت الكثيب الأحمر).
وأخرجه كذلك البخاري في كتاب الجنائز، باب من أحب أن يدفن في الأرض المقدسة أو نحوها، وفي الأنبياء، باب وفاة موسى وذكره بعد، وأخرجه النسائي في آخر الجنائز. وأحمد في المسند (٢/ ٣١٥، ٣٥١، ٣٥٥).
(٢) أخرج البخاري في كتاب بدء الخلق، باب إذا قال أحدكم" آمين" والملائكة في السماء ... ، عن عائشة- رضي الله عنها- قالت:" من زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم، ولكن قد رأى جبريل في صورته وخلقه سادا ما بين الأفق" وأخرجه مسلم بنحوه في الأيمان، باب معنى قول الله:
وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى ... [النجم: ١٣]، حديث ٢٨٧، ٢٩٠، والترمذي في تفسير سورة النجم، بألفاظ متعددة. وأحمد في المسند (١/ ٣٩٥) ولفظه:" رأى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- جبريل في صورته وله ستمائة جناح كل جناح منها قد سد الأفق ... " وفي (١/ ٤٠٧) بمعنى ألفاظ البخاري ومسلم والترمذي، وفي الموضوع أحاديث كثيرة غير هذه.
(٣) ترجمته في هامش ص ٥٢٩، وقصة مجيء جبريل بصورته في صحيح مسلم: كتاب الإيمان، باب الإسراء ... ، حديث ٢٧١، عن جابر:" ... ورأيت جبريل عليه السلام. فإذا أقرب من رأيت به شبها دحية، وفي رواية:" حبة بن خليفة" وفي مسند أحمد (٣/ ٣٣٤) بلفظ مسلم وفي (٢/ ١٠٧) عن ابن عمر بلفظ:" ... وكان جبريل يأتي النبي- صلى الله عليه وسلم- في صورة دحية".

<<  <  ج: ص:  >  >>