للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليتعلمها المسلمون «١».

ثم هذا مما لا يمتنع عقلا أن تكون المادة منطبعة لطيفة تقبل توارد الأشكال عليها، كبندقة شمع «٢»، إن شئت صورتها فرسا أو فيلا أو خنزيرا أو شجرة، كبيرا ذلك أو صغيرا، وكالنور والماء إذا وجدا محلا فسيحا انبسطا فيه كشعاع الشمس في الفضاء، والماء في البحار، وإذا اكتنفتهما الأجرام الكثيفة انقبضا كالنور في كوة البيت «٣»، يرى دقيقا ضئيلا، والماء في ساقية الدولاب «٤»، وأنبوب القصب «٥» ونحوه يرى دقيقا قليلا. فهذا أنهى ما تصل إليه عقول البشر «٦» في هذا من التقريب والتمثيل ووراء ذلك أمر لا يرام جليل.


(١) تمثل جبريل- عليه السلام- بصورة رجل أعرابي أو في صورة رجل من المسلمين، أو في صورة شاب أبيض الثياب. جاء في أحاديث متعددة منها: ما أخرجه البخاري في كتاب الإيمان، باب سؤال جبريل للنبي- صلى الله عليه وسلم- عن الإيمان والإسلام والإحسان، وعلم الساعة ... ، ومسلم في كتاب الإيمان، الحديث الأول والخامس والسابع منه، والترمذي في كتاب الإيمان، باب ما جاء في وصف جبريل- عليه السلام- للنبي- صلى الله عليه وسلم الإيمان والإسلام، والنسائي في كتاب الإيمان وشرائعه، باب صفة الإيمان والإسلام، وابن ماجه في المقدمة، باب الإيمان، وأحمد في المسند (١/ ٢٧، ٥١، ٥٢) وفي (٢/ ٤٢٦) وفي (٤/ ١٢٩، ١٦٤).
(٢) بندق شمع: البندق الذي يرمى به، والشمع: الّذي يستصبح به، أو المزاح واللعب. [انظر لسان العرب ١٠/ ٢٩، ٨/ ١٨٦، والمصباح المنير ١/ ٣٨٢].
(٣) الكوة: الثقب والفتحة في حائط البيت. [انظر المصباح المنير ٢/ ٦٦٠ ومختار الصحاح ص: ٥٨٥].
(٤) الدولاب: المنجنون التي تديرها الدابة، ويستقى به الماء، وهي فارسية معربة.
[انظر المصباح ١/ ٢٣٦، وتهذيب الأسماء واللغات ٣/ ١٠٦].
(٥) القصب: كل نبات يكون ساقه أنابيب وكعوبا. وكل عظم أجوف فيه مخ، وأنابيب من جوهر.
[انظر المصباح المنير ٢/ ٦٠٨، ومنال الطالب ص ٢٠٧، ومختار الصحاح ص ٥٣٦].
(٦) في (ش): النبيين.

<<  <  ج: ص:  >  >>