للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا يشرك بالله شيئا سيدخل الجنة ولم «١» يدخل النار" فهذه الزيادة لا نعرفها في شيء من دواوين «٢» السنة، بل الذي صح في السنة: إثبات دخول الجنة لا نفي دخول النار «٣»، ولا تنافي/ بينهما لجواز أن يدخل النار بمعصيته «٤»، ثم يخرج منها فيدخل الجنة بطاعته «٥»، كما تواترت به أحاديث الشفاعة تحقيقا لقول «٦» الله تعالى: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (٧) ومَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (٨) «٧».

على أن هذا اللفظ إن صح وجب تأويله على أنه لم يدخل النار دخول خلود بخلاف المشركين فإنهم يدخلونها دخول خلود، وحينئذ رد الله كيد هذا الخصم، وتبين أن شروط النبوة الأربعة موجودة في محمد- صلى الله عليه وسلم-.


(١) في صحيح البخاري: أو لم يدخل ...
(٢) في (م): من داووين.
(٣) أخرج البخاري في كتاب بدء الخلق، باب ذكر الملائكة حديث: ٣٢٢٢ عن أبي ذر- رضي الله عنه- قال: قال النبي- صلى الله عليه وسلم-: «قال لي جبريل: من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة أو لم يدخل النار. قال: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن. قلت: فلا داعي لانكار هذا اللفظ من الحديث. ويمكن الجمع بين الأحاديث بأنه لا يدخل النار دخول خلود كما سيأتي.
والله أعلم.
(٤) قال الله تعالى: وإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا (٧١) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا ونَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا. [سورة مريم: ٧١، ٧٢].
(٥) في (ش)، (أ): فيدخل النار بطاعته.
(٦) في (ش)، (أ): لقوله تعالى.
(٧) سورة الزلزلة: ٧ - ٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>