للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثاني: جاءوا بالتأييد من عند الله، والظهور على الأعداء والقهر لهم فقمعوا المشركين، ولم يقتل أحد منهم في حرب ولا هزم يوما واحدا، ولا قتل معه ربي «١» ولا حبر مثل موسى وداود وسليمان".

قال:" وأنت إذا تأملت أحوال/ محمد، علمت أنه ليس من أحد هذين النوعين، لأنه لم يأت بخشوع ولا خضوع فيكون من النوع الأول ولا أيد بمعجزة يقهر بها أعداءه فيكون من النوع الثاني.

نعم. هو من النوع الذي حذر عنه سيدنا/ المسيح حيث قال في إنجيله الطاهر:" تحذروا عن الأنبياء الكذابين، الذين يأتونكم في لباس الضأن وهم في الباطن ذئاب خاطفة، ومن ثمراتهم تعرفونهم" «٢».

قلت: أما خروج النبي- صلى الله عليه وسلم- إلى أحد فلم يكن منشرحا له، ولا اختاره بادئ الرأي. وإنما كان رأيه: أن يتحصن في المدينة فإن دخل العدو عليه قاتله بالسلاح والحجارة وإن بقي خارج المدينة بقي بشر، ولم يلق كيدا.


(١) الربي كالرباني: جمعه ربيون، والربيون الجماعات الكثيرة، ويقال: عشرة آلاف. ومنه قوله تعالى: وكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ [سورة آل عمران: ١٤٦] قال القرطبي- رحمه الله-:" وقد روي عن ابن عباس بفتح الراء منسوب إلى الرب. قال الخليل: الرّبي الواحد من العباد الذين صبروا مع الأنبياء. وهم الربانيون، نسبوا إلى التأله والعبادة ومعرفة الربوبية لله تعالى.
[انظر مختار الصحاح ص ٢٢٨، والمفردات في غريب القرآن ص ١٨٤، وتفسير القرطبي ٤/ ٢٣٠، وتفسير ابن عطية ٣/ ٢٥٥ - ٢٥٦]. وسيأتي زيادة بيان بعد صفحات قليلة.
(٢) انظر إنجيل متى الأصحاح السابع.

<<  <  ج: ص:  >  >>