للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالبيت، ثم تدرجوا من عصر إلى عصر، حتى عبدوها، ونشأت عبادة الأصنام بهذا السبب، فكان ذلك أصل الجاهلية الأخرى التي أزالها الله بمحمد- صلى الله عليه وسلم- «١».

وذكر قوله- عليه السلام- في مرضه:" ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر. فهذا أوان قطع أبهري «٢» ".

قلت: قد بينا أن الأنبياء بشر، تجوز عليهم الآفات والموت وأسبابه، وليسوا/ كما يعتقدون في المسيح أنه إله ثم هو مع ذلك قتل وصلب ودفن ولم تنفعه الإلهية.

والأبهر: عرق ينزل من الدماغ، فهو في العنق الوريد، وفي الصلب الأبهر، وفي القلب الوتين. ومن أي مواضعه انقطع هلك صاحبه والوريد والوتين مذكوران في القرآن «٣».


(١) ابتدأت عبادة الأصنام في مكة على أيدي خزاعة التي كان لها الأمر فعبدت الأحجار، وكما في صحيح البخاري. [كتاب المغازي، باب وفد بني حنيفة (٧٠): قال أبو رجا:" كنا نعبد الحجر، فإذا وجدنا حجرا هو أخير منه ألقيناه أخذنا الآخر، فإذا لم نجد حجرا جمعنا جثوة من تراب ثم جئنا بالشاة فحلبناه عليه ثم طفنا به، فإذا دخل شهر رجب قلنا: منصّل الأسنة فلا ندع رمحا فيه حديدة ... " الحديث. وقصة عبادة الأحجار مذكورة أيضا في البداية والنهاية ٢/ ١٨٥، ١٨٧ وما بعدها.
(٢) تقدم ذكر القصة وتخريجها ص: ٥٥٨ - ٥٥٩ من هذا الكتاب.
(٣) قال الله تعالى في سورة ق الآية (١٦): ونَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ، وقال تعالى فى سورة الحاقة الآية (٤٦): ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>