قالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي واتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مالُهُ ووَلَدُهُ إِلَّا خَساراً (٢١) ومَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً (٢٢) وقالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ ولا تَذَرُنَّ وَدًّا ولا سُواعاً ولا يَغُوثَ ويَعُوقَ ونَسْراً (٢٣) وقَدْ أَضَلُّوا كَثِيراً ولا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلالًا [نوح: ٢١ - ٢٤]. وقال ابن عباس- رضي الله عنهما-: " صارت الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعده، أما ود فكانت لكلب بدومة الجندل، وأما سواع فكانت لهذيل، وأما يغوث فكانت لمراد، ثم لبني غطيف بالجرف عند سبأ. وأما يعوق فكانت لهمدان. وأما نسر فكانت لحمير؛ لآل ذي الكلاع أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصابا وسموها بأسمائهم ففعلوا، فلم تعبد حتى إذا هلك أولئك وتنسخ العلم عبدت". [صحيح البخاري: تفسير سورة نوح]. فالصحيح ما أشارت إليه هذه الأدلة، أما ما ذكر من قصة أخو إدريس- عليه السلام- فلو صحت فإن وقوعها قبل نوح- عليه السلام- على أنه قبله وأنه نبي بعد آدم وشيث- عليهما السلام- وعندئذ فلا إشكال- والله أعلم.