والظاهرة العامة فى هذه التفاسير منذ نشأتها .. عنايتها بالإعراب والوجوه البلاغية والقراءات والأحكام الفقهية وخلافاتها وأدلتها أحيانا، كما لوحظ عليها ذكر الروايات والاسرائيليات والقصص الخرافية البعيدة عن العقل .. مما يعتبر عيبا كبيرا فى هذه التفاسير .. وإن كان قليل جدا من المفسرين من ذكر هذا وعقّب عليه بالنقد .. سواء فى الأحاديث أو غيرها من الروايات التى لا أصل لها إلا الاسرائيليات ..
ولذلك فإننى أرى أن الفكر الاسرائيلى قد غزا الثقافة الاسلامية من منبعها، وشوش عليها وأساء إليها، حتى لنرى الكثير من العقول- حتى عقول العلماء- فيها أثر كبير لهذا الغزو الغريب الذى كان يجب على مفكرينا وعلمائنا أن يتنبهوا له ويتحاشوه .. ولكن هذا ما كان. وظهر أثره جليا فى عصرنا، عصر العلم والحساسية الدينية، وهجوم الكثيرين على الاسلام وكتبه، مما يلقى علينا الآن عبئا كبيرا فى تطهير كتبنا من أثر هذا الغزو الذى بات يشكو منه الكثيرون ويستهجنونه ..
[[كتب تفسير للفرق الاسلامية]]
وإذا كنا قد عنينا بذكر كتب تفسير لأهل السنة، فليس معنى هذا أنها الوحيدة فى الميدان. فهناك فرق دينية متعددة. الشيعة الامامية، والزيدية، والخوارج ..
وكل هذه الفرق تعتمد على القرآن وتعتز به، وتتخذ منه أساسا لمذهبها، ومن الطبيعى أن ينشط علماء هذه الفرق، ويكتبوا تفسيرا لأتباعهم، لكن كل علماء فرقة، ينتهزون فرصة وجود آية يمكن أن تخدم مذهبهم فيؤولوها لما يريدون، وبعضهم كالشيعة اشتطوا فى تفسير بعض الآيات بما لا يقبله العقل.
. ولكنه بالنسبة للأتباع مقبول، وهم معصوبو العقول. يقبلون كل كلام يذكى فيهم روح المذهب ولو كان غير معقول ..
ولكن مما لا شك فيه أنهم فيما عدا هذه الآيات يفسرون تفسيرا موضوعيا