للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«كان من سوء حظ المسلمين أن أكثر ما كتب فى التفسير، يشغل قارئه عن هذه المقاصد العالية، والهداية السامية، فمنها ما يشغله عن القرآن، بمباحث الأعراب، وقواعد النحو، ونكت المعانى. ومصطلحات البيان، وفيها ما يصرفه عنه بجدل المتكلمين، وتخريجات الأصوليين، واستنباطات الفقهاء المقلدين، وتأويلات المتصوفين، وتعصب الفرق والمذاهب، بعضها على بعض، وبعضها يلفتها عنه بكثرة الروايات، وما مزجت به من خرافات الاسرائيليات، وقد زاد الفخر الرازى صارفا آخر عن القرآن، وهو ما يورده فى تفسيره من العلوم الرياضية والطبيعية وغيرها، من العلوم الحادثة فى الملة على ما كانت عليه فى عهده- مما قلده فيه بعض المعاصرين، وهى تصد قارئها عما أنزل الله القرآن لأجله»

«وصحيح أنه لا بد من وسائل فهم القرآن من فنون العربية واصطلاحات الأصول، ومعرفة سنن الله فى كونه، وما صح من أحاديث رسول الله، ولكن الاغراق فى ذلك، واللجوء إلى الروايات الباطلة الخرافية، أمر يذهب بهداية القرآن» ١ هـ مختصرا ثم يقول فى نهاية ما أورده حول هذا «فكانت الحاجة شديدة إلى تفسير تتوجه فيه العناية الأولى إلى هداية القرآن على الوجه الذى يتفق مع الآيات الكريمة المنزلة فى وصفه»

<<  <   >  >>