للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذكرت هذا لتعلموا أن حنان الأم لاَيعوض؛ وأحكى لكم فى ذلك قصة جميلة تقول هذه القصة أن راعياً كان يرعى قطيعاً من الغنم فيه نعجة لها حمل رضيع، فلما أن أقبل الليل أخذوا مضاجعهم ونام كل القطيع، إلاَ هذه النعجة ظلت ساهرة على حملها الرضيع حتى الراعى أخذته سنة من النوم وغلبه النعاس، وبينما هم نيام إذ طلع عليهم ذئب شديد كثافة الشعر ضخم الجثة وأراد اصطياد هذا الحمل فصاحت أمه فاستيقظ الراعى، واستيقظ القطيع وهرب الذئب

فجال وصال أحد الشعراء الملهمين بفكرة فى هذه الأقصوصة ليستخلص منها حكمة عن الأمومة تكون بمثابة نبراس للناس فى حياتهم، وبالفعل يصر بما لم يبصروا به فقال:

قِصَّةُ الأُمِّ وَالرَّاعِي عِبْرَةٌ لِكُلِّ وَاعِ

نَامَ الْقَطِيعُ كُلُّهُ يَشْتَكِي مِنَ الأَوْجَاعِ

إِلاَّ هَذِي النَّعْجَةُ لَمْ يَدْعُهَا لِلنَّوْمِ دَاعِ

أَبْصَرَتِ الذِّئْبَ يَسْعَى فَنَبَّهَتْهُمْ لِلسَّاعِي

<<  <   >  >>