للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فليت شعري ماذا أفعل لو سافرت إلى أحد البلاَد

الآوروبية فسألني أحدهم:

شيخ القوافي ما لقومك أصبحوا

لاَ الحزن يجمعهم ولاَ الأفراح

عبثت بهم أهواؤهم فتفرّقوا

شيعاً وليس مع الخلاَف نجاح

صاروا وهم لاَ يملكون زمامهم

كالفلك تجري ما لها ملاَح

أيام كلها نقم * ما ضر لو كانت نعم

كأنّ الدّهر أقسما* ألاَ يعلو لنا علم

للموت والله خير * لنا من عيش كالعدم

آغاروا على خيرنا * وأعطوه لغيرنا

فوا أسفا على قومي٠٠

فاتتهم السلحفاة * حين رجعوا القهقرى

كانّ لهم ملك الدنيا * من الثّريا للثرى

فضيّعوه وقالوا* الله الذي قدّرا

وهكذا: جعلنا من القدر شماعة نعلق عليها تخلفنا عن سائر الأمم ٠٠!

ومن هنا قلت لذلك الشاعر الذي رأيته وهو باخع نفسه من أجلهم: هوّن على نفسك يا أخي ٠٠

إنما يستجيب * الذين يسمعون

وهؤلاَء صم * بكم ولاَ يعقلون

أم هل تحسب أنّ أكثرهم يسمعون أو يعقلون ٠٠!؟

<<  <   >  >>