للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فَأَبْصَرَا التَّيْسَ فَظَنَّا أَنَّهُ * أَعْطَاهُ عَقْلاً مَن أَطَالَ ذِقْنَهُ

فَكَلَّفَاهُ أَنْ يَبْحَثَ في الْفَلاَ * عَن حَكَمٍ لَهُ اعْتِبَارٌ في المَلاَ

يَنْظُرُ في دَعْوَاهُمَا بِالدِّقَّة * عَسَاهُ يُعْطِي الحَقَّ مُسْتَحِقَّه

فَسَارَ لِلْبَحْثِ بِلاَ تَوَاني * مُفْتَخِرَاً بِثِقَةِ الإِخْوَانِ

يَقُولُ عِنْدِي نَظْرَةٌ كَبِيرَةْ * تَرْفَعُ شَأْنَ التَّيْسِ في الْعَشِيرَة

وَذَاكَ أَنَّ أَفْضَلَ الثَّنَاءِ * مَا جَاءَ عَلَى أَلْسُنِ الأَعْدَاءِ

لِذَا فَإِنيِّ إِنْ دَعَوْتُ الذِّيبَا * لاَ يَسْتَطِيعَانِ لَهُ تَكْذِيبَا

فَجَاءَ لِلذِّيبِ وَقَالَ غَايَتي * أَنْتَ فَسِرْ مَعِي وَخُذْ بِلِحْيَتي

وَقَادَهُ لِلْمَوْضِعِ المَعْرُوفِ * فَقَامَ بَيْنَ الظَّبيَ وَالخَرُوفِ

وَقَالَ أَنَا لاَ أَقْضِي بِالظَّاهِرِ * فَمَزَّقَ الخَصْمَينِ بِالأَظَافِرِ

<<  <   >  >>