ويجيب على ذلك يهودا فيلون الفيلسوف اليهودي (٣٠ق. م إلي ٤٠م) قائلا: ينقسم الإنسان إلي ثلاثة أقسام: وليد الأرض وهو من يطلب متاع الجسد ووليد السماء وهو من يطلب متاع الفكر ووليد الله من تجرد عن الدنيا وزهد فى متاعها وهذا فى زمرة الهداة والمرسلين، إذاً الأبوة الإلهية عند اليهود مجازية وتختلف عن تلك المعتقدة عند الوثنيين.
وفى الأناجيل كثر استعمال لقب ابن الله وأطلق على تلاميذ المسيح والمسيحيين الأوائل وصانعي السلام، (طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون) متى ٩:٥
وعلى الرحماء (كونوا رحماء كما أن أباكم رحيم)، (فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذي فى السموات هو كامل) متى ٤٨:٥ وكذلك (لكى تكونوا أبناء ابيكم الذي فى السموات) متى ٤٥:٥، أيضا (فأبوك الذي يرى فى الخفاء هو يجازيك علانية) متى ٤:٦، ومخاطبة الله فى الصلاة (ابانا الدى فى السموات) وفى إنجيل يوحنا (لنا اب واحد هو الله) ٤١:٨
وواضح أيضا أن الأبوة الإلهية هنا مجازية، ونتسائل ما الذي أدى إلي تأليه المسيح والرجوع بالبشرية إلى الوثنية من جديد؟ ما الذي أدى إلي فهم الأبوة الإلهية بمعناها اللفظى مما أنزل الإنسان إلي عقلية الإنسان البدائي فى دولة أكد وسومر ومصرالفرعونية؟
يقول يوهان سملر أستاذ الفلسفة فى (هالة): أن المسيحية قد جرفها عن تعاليم المسيح لاهوت القديس بولس الذي لم ير المسيح قط.