للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أعمق الأثر فى الطقوس المسيحية وفى الدين المسيحي، حتى أن المسيحيين الاولين كانوا أحيانا يصلون أمام تمثال ايزيس الذي يصورها وهى ترضع طفلها حورس (١)

ويقول جورج سارتون: إن طقوس عبادة ايزيس المتقنة الرهيبة قد مهدت السبيل إلي طقوس سيدتنا مريم العذراء (٢)

كما كان الاعتقاد بموت الإله أوزيريس ثم قيامته من الأموات راسخا عند الفراعنة حتى يكتسبوا هم أيضا الخلود فيبعثوا معه (٣).

ويردد المسيحيون صدى هذا الاعتقاد بقولهم: لما كان المسيح يحيا حقا سوف أحيا ولما كان المسيح لن يموت فلن أموت.

وقد غزت عبادة الاله الفارسي (مثرا) الإمبراطورية الرومانية قادمة من بلاد فارس والهند وكان يمثل هذا الاله فى صورة الشاب ذي الوجه الوسيم الذي تعلوه هالة من نور ترمز إلي الوحدة القديمة بينه وبين الشمس (٤). وكان يفرد تابعوه يوم الأحد لعبادته (يوم الشمس) ويحتفلون بمولده فى الخامس والعشرين من ديسمبر (يوم الاعتدال الخريفي) وهو نفس يوم الاحتفال بمولد السيد المسيح عند الكنيسة الغربية. كما يعتقد علماء علم مقارنة الأديان اقتباس المسيحية لطقس العشاء الرباني من هذه الديانة وكانت ديانة ديونسيس فى اليونان قد زحفت أيضا إلي الإمبراطورية


(١) قصة الحشارة: ول ديورانت الجزء الثاني من المجلد الأول.
(٢) تاريخ العلم: جورج سارتون الجزء الرابع.
(٣) الديانة فى مصر الفرعونية
(٤) هذه الصورة اشتهر بها السيد المسيح

<<  <   >  >>