قد يلج منها منكرو صلب المسيح، يقول مرقس:"ثم خرجوا به ليصلبوه، فسخروا رجلاً مجتازاً كان آتياً من الحقل، هو سمعان القيرواني أبو الكسندروس وروفس ليحمل صليبه"(مرقس ١٥/ ٢٠ - ٢٣).
يقول المفسر دنيس نينهام في تفسيره لمرقس (ص ٤٢٢): " يبدو أن الغرض من هذه الفقرة هو ضمان صحة القصة؛ التي تقول بأن سمعان قد حمل الصليب، وما من شك في أن أحد الأسباب في الحفاظ على هذه التفاصيل الشخصية في الإنجيل؛ كان الغرض منه تذكير القراء بأن لديهم مصدراً للمعلومات عن الصلب، جديرًا بالثقة .. ولعل السبب في حذف هذه الرواية والخاصة بحمل سمعان القيرواني للصليب من إنجيل يوحنا، هو الادعاء: بأن سمعان قد حل محل يسوع، وصُلب بدلاً منه، ولا يزال سارياً في الدوائر الغنوسطية، التي كانت لها الشهرة فيما بعد ".
وهكذا نفهم سبب مخالفة يوحنا للأناجيل الثلاثة في مسألة "من حمل الصليب" فيقرر أنه المسيح حمل صليبه بنفسه فيقول: " فأخذوا يسوع، ومضوا به فخرج وهو حامل صليبه إلى الموضع الذي يقال له موضع الجمجمة .. حيث صلبوه "(يوحنا ١٩/ ١٦ - ١٨).
وينبه جون فنتون شارح إنجيل متى (ص ٤٤٠) إلى وقوع مثل هذا الفعل من متى، عندما عدَّل ألفاظ مرقس وهو ينقل عنه في أحداث اللحظة التي بعد اقتسام الثياب والاقتراع عليها، حيث يقول مرقس:" وكانت الساعة الثالثة فصلبوه "(مرقس ١٥/ ٢٥) لكن متى يغير، فيقول بعدها:" ثم جلسوا يحرسونه هناك"(متى ٢٧/ ٣٦)، فتكلم متى عن حراسة يسوع أثناء الصلب وبعده.
ويكمل فنتون بالقول أن ذلك "إنما يرجع إلى وجود أناس قالوا بأن يسوع قد أنزل من على الصليب، قبل أن يموت. كذلك فإن إحدى الطوائف الغنوسطية التي