للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على نجاة المسيح عليه الصلاة والسلام ورفعه للسماء {وما قتلوه يقيناً - بل رّفعه الله إليه وكان الله عزيزاً حكيماً} (النساء: ١٥٧ - ١٥٨).

إذاً القرآن ناطق بنجاة المسيح من مكر الماكرين، ورفعه إلى السماء، وأن أعداءه الذين أرادوا صلبه وقعوا في الشك وأخذوا غيره فصلبوه، فرفع الله المسيح عليه السلام، ولسوف يعود قبيل الساعة، فيكون مجيئه علامة على قرب انقضاء الدنيا صلى الله عليه وسلم.

أهمية إبطال صلب المسيح عند المسلمين.

يعتقد المسلمون أن الأنبياء كسائر البشر يموتون، وقد يكون موتهم قِتلةَ، ويحكي القرآن عن بني إسرائيل بأنهم كانوا يقتلون الأنبياء بغير حق، وعليه فلا حرج عندنا في موت نبي بأي قتلة قتله بها سفهاء قومه ومجرموهم، فالقتل لا يضير النبي المقتول، بل هو من اصطفاء الله له، إذ هو شهادة في سبيل الله ودينه.

فلماذا ذكر القرآن نجاة المسيح، وأصر على تكذيب النصارى في هذه المسالة؟

إن القرآن الكريم ذكر نجاة المسيح لمجرد إثبات الحقيقة، وإثبات ضعف وعجز اليهود عن بلوغ مرامهم، والمسلمون حين يتحدثون عن نجاة المسيح إنما يريدون إثبات هذه الحقيقة التي بشر بها كتابهم.

وأيضاً أدرك المسلمون الخطر التي تركته حادثة الصلب، والتي تحولت من حدث تاريخي إلى عقيدة عظيمة الشأن عند النصارى، فتقويضها يعني خواء النصرانية عن كل معنى، لذا يؤكد العلامة ديدات أن النصرانية لا تستطيع أن تقدم للناس أي فضيلة، سوى ما تزعمه من الخلاص بدم المسيح، فهي مثلاً لا تستطيع أن تقدم لنا نحن المسلمين الكرم أو النظافة أو .... فإذا ما بطل صلب المسيح، لم يبق للنصرانية مبرر للدعوة والوجود.

<<  <   >  >>