قرأنا النص التوراتي ورأينا في الملاحظات السابقة ما يجعل العاقل يجزم بركاكة القصة التي تحدثت عن خطيئة آدم، لكنا نتجاوز ونغض الطرف عما ورد فيها من طوام، ليصل بنا الحديث إلى أبعاد خطيئة آدم على الجنس البشري، فما هو معتقد النصارى في خطيئة آدم وعقوبتها وأبعادها؟
يعتبر القديس أوغسطينوس (٤٣٠م) في كتابه " The Enchiridion" في مقدمة النصارى الذين قدموا تفسيراً متكاملاً لهذه المسألة، ويعتبره العثماني في كتابه: "ما هي النصرانية" الوحيد الذي استوعب قضية الكفارة.
وخلاصة رأيه كما نقله العثماني:
- أن الله خلق الإنسان وترك فيه قوة الإرادة في حرية كاملة، وأنعم عليه، وحرم عليه تناول القمح.
لكن آدم وضع قوته الإرادية في غير موضعها عندما تناول ما حرم عليه، ولم يكن صعباً عليه تحاشي المعصية، إذ لم يكن يعرف يومذاك عواطف الهوس والشهوة.
- ذنب آدم ذنب عظيم لأنه يتضمن ذنوباً عديدة:
أولها: الكفر، إذ اختار آدم أن يعيش محكوماً بسلطته، بدل أن يعيش في ظل الحكم الإلهي.
وثانيها: كفر وإساءة أدب مع الله، لأن الإنسان لم يتيقن في الله.
وثالثها: قتل نفسه، إذ جعل حكمها الموت.
ورابعها: الزنا المعنوي، لأن إخلاص الروح الإنسانية قد ضاع من أجل