كما أن توراة القوم تتحدث عن معونة الله لعدد من القديسين رفعوا إلى السماء، منهم: أخنوخ " وسار أخنوخ مع الله، ولم يوجد لأن الله أخذه "(التكوين ٥/ ٢٤).
ومثله النبي إيليا "وفيما هما يسيران ويتكلمان إذا مركبة من نار، وخيل من نار، ففصلت بينهما، فصعد إيليا من العاصفة إلى السماء "(الملوك (٢) ٢/ ١١).
فِلمَ أمكن هذا لبطرس وبولس وغيرهما، ولم يمكن للمسيح، وهو أولى منهم برعاية الله وحفظه؟!
وهكذا، ومن خلال هذه الأمثلة، نرى أن رعاية الله التي أحاطت بالمؤمنين من قبل قد أحاطت بالمسيح، وأنجته من يدي أعدائه، فتحقق ما كان قد تنبأ به بقوله:" والذي أرسلني هو معي، ولم يتركني الأب وحدي، لأني في كل حين أفعل ما يرضيه "(يوحنا ٨/ ٩).
[تنبوءات العهد الجديد بنجاة المسيح]
إن خبر تنبؤ المسيح بقتله وصلبه - كما يذكر الإنجيليون - معارَض بنصوص كثيرة، أخبر المسيح تلاميذه فيها بنجاته، بل أعلنها على ملأ اليهود، وتحداهم، وأخبر بأنه غلبهم، وغلب العالم.
وقد تجاهل النصارى هذه الروايات، ولم يلتفتوا إلى الأناجيل وهي تنقل - على استحياء - عن المسيح شهادته بنجاته في نصوص عديدة:
- ومنها قوله حسب ما جاء في يوحنا:" فأرسل الفريسيون ورؤساء الكهنة خداماً ليمسكوه، فقال لهم يسوع: أنا معكم زماناً يسيراً بعد، ثم أمضي إلى الذي أرسلني، ستطلبونني ولا تجدونني، وحيث أكون أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا " فمتى حقق المسيح هذه النبوءة؟ متى بحث عنه اليهود فلم يجدوه؟ إنه ولا ريب يوم جاءوا للقبض عليه، فنجاه الله وأخذه إلى المكان الذي لا يقدرون عليه، إلى السماوات العلا.