للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون " (لوقا ٢٣/ ٣٣ - ٣٤)، ولم يذكرها غيره من الإنجيليين، كما أغفلتها أهم المخطوطات كالفاتيكانية وواشنطن، يقول كيرد (ص ٢٥١): " لقد قيل إن هذه الصلاة ربما تكون قد محيت من إحدى النسخ الأولى للإنجيل بواسطة أحد كتبة القرن الثاني، الذي ظن أنه شيء لا يمكن تصديقه أن يغفر الله لليهود، وبملاحظة ما حدث من تدمير مزدوج لأورشليم في عامي ٧٠م و ١٣٥م صار من المؤكد أن الله لم يغفر لهم". (١)

أولاً: تناقضات روايات الصلب في الأناجيل

وتتحدث الأناجيل الأربعة - وهي المصدر الأساس لقصة الصلب - عن تفاصيل كثيرة في رواية الصلب، والمفروض لو كانت هذه الروايات وحياً كما يدعي النصارى، أن تتكامل روايات الإنجيليين الأربعة وتتطابق.

ولكن عند تفحص هذه الروايات نجد كثيراً من التناقضات والاختلافات التي لا يمكن الجمع بينها، ولا جواب عنها إلا التسليم بكذب بعض هذه الروايات، أو تكذيب رواية متى في مسألة، وتكذيب مرقس في أخرى ...

من هذه التناقضات:

[هل ذهب رؤساء الكهنة للقبض على المسيح؟]

مَن الذي ذهب للقبض على يسوع؟ يقول متى: " جمع كثير بسيوف وعصي من عند رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب " (متى ٢٦/ ٤٧)، وزاد مرقس بأن ذكر أن من الجمع الكتبةَ والشيوخ (انظر مرقس ١٤/ ٤٣)، فيما ذكر يوحنا أن الآتين هم جند الرومان وخدم من عند رؤساءَ الكهنة (انظر يوحنا ١٨/ ٣) ولم يذكر أي من الثلاثة


(١) انظر: المسيح في مصادر العقائد المسيحية، أحمد عبد الوهاب، ص (١٣٣ - ١٣٦، ١٧٠).

<<  <   >  >>