للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول اينوك باول في كتابه " تطور الأناجيل ": قصة صلب الرومان للمسيح لم تكن موجودة في النص الأصلي للأناجيل. وقد استند في ذلك على إعادته ترجمة نسخة متى اليونانية، فتبين له أن هناك أجزاء وردت مكررة في هذا الإنجيل، مما يوحي بأنه أعيدت كتابتها في مرحلة تالية. (١)

ومن التغيرات التي لاحظها علماء الغرب في مخطوطات الكتاب وهي تتحدث عن الصلب أنه قد تمت إضافة أجزاء للقصة حسب رؤية النساخ وتقديرهم، فقد جاء في مرقس: " وفي اليوم الأول من الفطير، حين كانوا يذبحون الفصح، قال له تلاميذه: أين تريد أن نمضي ونعد لتأكل الفصح؟ فأرسل اثنين من تلاميذه، وقال لهما: اذهبا إلى المدينة، فيلاقيكما إنسان حامل جرة ماء اتبعاه .. " (مرقس ١٤/ ١٢ - ١٦).

ويرى دنيس نينهام مفسر مرقس في تفسيره (ص ٣٧٦) أن أغلب المفسرين يعتقدون أن هذه الفقرات أضيفت فيما بعد لرواية مرقس. وأنهم قد استندوا لأمرين: أولهما: أنه وصف اليوم الذي قيلت فيه القصة بأسلوب لا يستخدمه يهودي معاصر للمسيح. والثاني: أن كاتب العدد ١٧ " ولما كان المساء جاء مع الإثني عشر .. " (مرقس ١٤/ ١٧) فهو يتحدث عن جلوس المسيح مع تلاميذه الإثني عشر، وهو لا يعلم شيئاً عن رحلة اثنين منهم [بطرس ويوحنا حسب لوقا ٢٢/ ٨] لإعداد الفصح، فلو كان كاتب العدد ١٧ يعلم محتويات تلك الفقرة, لكان عليه أن يتحث عن العشرة، وليس عن الاثني عشر, أي أن العدد ١٧ كان يجب أن يقرأ هكذا: (ولما كان المساء جاء مع العشرة).

ومن التلاعب الذي تعرضت له نسخ الأناجيل أيضاً؛ ما ذكره جورج كيرد شارح إنجيل لوقا، فقد جاء في لوقا أن المسيح قال على الصليب: " يا أبتاه اغفر لهم،


(١) مخطوطات البحر الميت، أحمد عثمان، ص (١٣٩ - ١٤٤).

<<  <   >  >>