الإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها سطرها الأستاذ محمد طاهر التنير في كتابه الماتع "العقائد الوثنية في الديانة النصرانية"، وعنه ننقل الكثير من صور التشابه التي نذكرها.
[وراثة الذنب]
مسألة وراثة الذنب مسألة معروفة في الفكر اليهودي قبل المسيحية بقرون عدة، وقد وردت عدة نصوص تتحدث عنها وتؤكدها، منها " صانع الإحسان لألوف، ومجازي ذنب الآباء في حضن بنيهم بعدهم، الإله العظيم الجبار رب الجنود اسمه "(إرميا ٣٢/ ١٨).
ومثله ما جاء في سفر التثنية:" لا يدخل ابن زنى في جماعة الرب حتى الجيل العاشر "(التثنية ٢٣/ ٢).
وجاء في سفر العدد " الرب طويل الروح كثير الإحسان يغفر الذنب والسيئة، ولكنه لا يبرئ، بل يجعل ذنب الآباء على الأبناء إلى الجيل الثالث والرابع "(العدد ١٤/ ١٨ - ١٩).
وفي سفر الخروج " غافر الإثم والمعصية والخطيئة، ولكنه لن يبرئ إبراء، مفتقد إثم الآباء في الأبناء، وفي أبناء الأبناء في الجيل الثالث والرابع "(الخروج ٣٤/ ٧).
ومثله ما نسبوه إلى دواد أنه قال:" هأنذا بالإثم صورت، وبالخطيئة حبلت بي أمي "(المزمور ٥١/ ٥). (١)
وقد تحدث إرميا عن احتجاج بني إسرائيل على هذا الظلم (انظر إرميا ١٦/ ١٠ - ١٣).
(١) يعتبر بعض المعلمين المتأخرين من اليهود هذا النص دليلاً على أن داود - وحاشاه - كان ابن زنا، كما نقلت ذلك دائرة المعارف الكتابية، ولكن غيرهم رأى أن خطيئته أنه يسري فيه دم غير يهودي من جهة جداته كراعوث المؤابية. دائرة المعارف الكتابية (٣/ ٣٩٥).