سرى في كثير من الوثنيات السابقة على المسيحية فكرة الفادي والمخلص الذي يفدي شعبه أو قومه، وكانت الأمم البدائية القديمة تضحي بطفل محبوب، لاسترضاء السماء، وفي تطور لاحق أضحى الفداء بواسطة مجرم حكم عليه بالموت، وعند البابليين كان الضحية يلبس أثواباً ملكية، لكي يمثل بها ابن الملك، ثم يجلد ويشنق.
وعند اليهود خصص يوم للكفارة يضع فيه كاهن اليهود يده على جدي حي، ويعترف فوق رأسه بجميع ما ارتكب بنو إسرائيل من مظالم، فإذا حمل الخطايا أطلقه في البرية.
ومعلوم أيضاً ما يعطيه الفكر اليهودي للبكر من أهمية خاصة، إذ تقول التوراة:" قدس لي كل بكر، كل فاتح رحم من بني إسرائيل من الناس والبهائم إنه لي "(الخروج ١٣/ ٢)، والمسيح هو بكر الخلائق، وأليقها بأن يكون البكر المذبوح. (١)
[موت الإله الفادي]
وأما فكرة موت الإله فهي عقيدة وثنية يونانية، حيث كان اليونانيون يقولون بموت بعض الآلهة، لكن اليونان كانوا يحتفظون بآلهة أخرى تسيّر دفة الكون، بينما النصارى حين قالوا بموت الإله لم يحتفظوا بهذا البديل، ولم يخبرنا أولئك الذين يعتقدون بأن الله هو المسيح من الذي كان يسير الكون ويرعى شئونه خلال الأيام التي مات فيها الإله. أي الأيام الثلاثة التي قضاها في القبر.
(١) انظر: براهين تحتاج إلى تأمل في ألوهية المسيح، محمد حسن عبد الرحمن، ص (١٣٧ - ١٣٨)، المسيح في القرآن والتوراة والإنجيل، عبد الكريم الخطيب، ص (٣٥٧)، حقيقة التبشير بين الماضي والحاضر، أحمد عبد الوهاب، ص (٥٥).