أثبتنا فيما سبق نجاة المسيح من الصلب، وهو أمر مبطل لكل ما يقوله النصارى عن عقيدة الفداء والخلاص.
والحديث النصراني عن المسيح المصلوب لا يلزم منه أن صلبه كان فداء للخطيئة، لكن نجاة المسيح بلا شك هدم لأساس هذا المعتقد.
وما انتهينا إليه قبلُ لن يمنعنا من الاسترسال في نقد عقائد النصرانية الملحقة والمبنية على هذا الباطل، وأهمها الفداء ووراثة الذنب الأول.
وقبل أن نشرع في بيان بطلان عقيدة الفداء والخلاص نتوقف لتبيان معتقد المسلمين بشأن ذنب آدم وذنوب سائر البشر.
تحدثت النصوص القرآنية عن آدم وتكريم الله له، فهو خليفة عن الله في أرضه {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة}(البقرة: ٣٠).
وذكرت الآيات تكريم الله له ولذريته من بعده {ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً}(الإسراء: ٧٠).
ولعل أبرز مظاهر تكريم الله لآدم أنه أسجد له ملائكته الكرام {ولقد خلقناكم ثم صورنكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا}(الأعراف: ١١).
لكن هذا التكريم والاصطفاء لا يعني خروج آدم عن طبيعته البشرية إلى حالة ملائكية، فقد أخطأ عليه السلام، ووقع في إغواء الشيطان له، لكنه سرعان ما تخلص من ذنبه بتوبته التي قبلها الله غافر الذنب وقابل التوب {وعصى آدم ربه فغوى - ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى}(طه: ١٢١ - ١٢٢).