جسده، إذ قدّم بصراخ شديد ودموع طلباتٍ وتضرعات للقادر أن يخلصه من الموت، وسُمع له من أجل تقواه" (عبرانيين ٥/ ٧)(١)، لقد كان المسيح متيقناً من استجابة الله له، فالله لا يرده أبداً "وقال: أيها الآب أشكرك، لأنك سمعت لي، وأنا علمت أنك في كل حين تسمع لي" (يوحنا ١١/ ٤٠) فقد سمع الله له وأجاب دعاءه.
ويذكر المزمور أن الله أعطاه حياة جديدة طويلة إلى قبيل قيام الساعة " حياةً سألَكَ فأعطيتَه، طول الأيام، إلى الدهر، والأبد"، كما وضع عليه إكليل حياة، وهو غير إكليل الشوك الذي وضع على المصلوب، يقول المزمور: "وضعت على رأسه تاجاً من إبريز حياة".
ويحكي المزمور عن أعداء المسيح الذين تآمروا عليه وفكروا في " مكيدة لم يستطيعوها " فهم لم يلحقوا الأذى به، فقد فشلت المؤامرة، لأنه رُفع " ارتفع يا رب بقوتك ".
وأما هؤلاء الأعداء: فترجع مكيدتهم عليهم " تصيب يدك جميع أعدائك، يمينك تصيب كل مبغضيك .. الرب بسخطه يبتلعهم، وتأكلهم النار، تبيد ثمرهم من الأرض، وذريتهم من بين بني آدم .. تفوق السهام على أوتارك تلقاء وجوههم "، فهل يقول أحد بعد ذا كله بأن المصلوب هو المسيح.
خامساً: المزمور الثاني والعشرون (نبوءة بصلب الدودة العار، لا المسيح العظيم)
وفيه: " إلهي إلهي لماذا تركتني بعيداً عن خلاصي؟ عن كلام زفيري؟ إلهي في
(١) وأمام هذا النص الصريح الواضح في نجاة المسيح واستجابة الله دعاءه؛ لم يجد القس الدكتور إبراهيم سعيد إلا القول بأن المسيح كان يدعو ويتضرع إلى الله "لكي لا يموت قبل الصليب". شرح بشارة لوقا، ص (٥٦٥).